زيارة الرئيس الأميركي ترمب إلى المملكة تحمل دلالة مهمة؛ فالمملكة تضم أطهر البقاع لدى المسلمين؛ وهي مكةالمكرمة، ولقاء الرئيس الأميركي مع قادة العالم الإسلامي يحمل بين طيّاته الكثير، ويرسم ملامح مرحلة جديدة لمواجهة التطرّف الذي حاول ان يزعزع المنطقة ويزرع فيها عدم الاستقرار، هذا ما اكده إعلاميون وسياسيون عرب ل"الرياض"، مشيرين الى ان القمة تعتبر أهم قمة تعقد لرسم خارطة العالم، لمحاربة الإرهاب والتطرف ومواجهة التدخلات الإيرانية في المنطقة، وزيادة التعاون الأمني بين دول الشرق الأوسط وقضايا أمنية واقتصادية أخرى. وقال د. خالد رافت استاذ القانون الدولى الخاص المساعد وعميد كلية الامام مالك للشريعة والقانون بدولة الإمارات العربية المتحدة: ان ترمب صرح عن اهدافه في زيارته للمملكة بقوله "ان المملكة تحتضن الموقعين الأكثر قدسية في الإسلام، وهناك سنبدأ تأسيس قواعد جديدة للتعاون والدعم مع حلفائنا المسلمين لمواجهة التطرف والإرهاب والعنف، ولتوفير مستقبل أكثر أملا وعدلا للمسلمين الشباب في بلدانهم". واضاف د. خالد ان أهمية الزيارة تتبلور في أمرين الاول تلك الزوبعة التي اثارها وصول ترمب لمقعد الرئاسة بالقوة الاولى في العالم وما صاحب حملته من تصريحات مثيرة للجدل خاصة تجاه المسلمين، والامر الثاني ما تعج به المنطقة من احداث وخطوب حتى صارت مسرحا للتحالفات الدولية في مسارات عدة تتقاطع احيانا وتتباعد احيانا اخرى، وفي هذا السياق فإن الزيارة تعد تغييرا يأتي خلافا لتصريحات ترمب اثناء حملته الانتخابية، فها هو يختار الدولة التي تعد قبلة العالم الاسلامي، مخالفا بذلك كل التوقعات والتكهنات بانه جاء لتحقيق قطيعة مع العالم الاسلامي، وانما تأتي الزيارة تأكيداً للنهج الجديد للإدارة الأميركية، وطي صفحة الإدارة السابقة برئاسة باراك أوباما، ولاشك ان توقيت الزيارة وتوافقه مع القمة العربية الاسلامية في المملكة سيعطي مجالا كبيرا وفرصة لتجقيق موقف عربي اسلامي موحد تجاه هذه القضايا، وحتى لا يكون الموقف العربي والاسلامي مجرد رد فعل للادارة الامريكية الجديدة عليه ترتيب اوراقه جيدا ليكون فاعلا في ارساء قواعد التعاون الجديدة مع الساكن الجديد بالبيت الابيض. توقيت استثنائي واكد النائب جمال بوحسن الامين العام للمبادرة العربية عضو لجنة الشؤون الخارجية والدفاع والأمن الوطني بالبرلمان البحريني بأن القمة العربية الاسلامية الامريكية تكتسب أهمية قصوى كونها تأتي اول مهمة وزيارة خارجية للرئيس الأميركي ترمب وكونها تأتي في هذا التوقيت الاستثنائي الذي تمر به المنطقة العربية من احداث وتغييرات خطيرة تتطلب تظافر كافة الجهود لإيجاد حل سريع وفاعل لحلحلتها وعلى رأسها الوضع في سوريا واليمن وكذلك ملف مكافحة الاٍرهاب. وأضاف النائب جمال بوحسن بأن الملف الايراني سيكون حاضرا وبقوة حيث ان ايران تعتبر مصدر قلق للمجتمع الدولي نظرا لما تقوم به من دعم للارهاب وزعزعة الأمن في الدول العربية عموما ودول مجلس التعاون على وجه الخصوص وكذلك ما تقوم به ايران من ممارسات خاطئة بتدخلها السافر في الشؤون الداخلية للدول الخليجية ودعمها للحركات الراديكالية التابعة لها بدول المنطقة والدول العربية. وثمن النائب جمال بوحسن بإجلال الدور السعودي الرائد الذي تقوم به القيادة السعودية وعلى رأسها خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز على جميع المستويات وعلى كافة الاصعدة الخليجية منها والعربية وكذلك الاسلامية. وبين ان القمة تكتسب رؤية واضحة لتحديد السياسية المستقبلية العالمية في الملفات المهمة للمنطقة والعالم كوّن المنطقة العربية مهمة استراتيجية واقتصادية. وقالت موزة الهنائي باحثة سياسية في مركز الإمارات للسياسات – أبوظبي: ان القمة العربية الإسلامية-الأمريكية تَنعقد في وقت مهم جدًّا للعالم العربي الإسلامي، فقد لعبت المملكة العربية السعودية دوراً وبذلت جهدًا تُشكر عليه لانعقاد القمة ، فبعد تراجع انخراط الإدارةالأميركية "السابقة" في أزمات المنطقة، صعد دور هدام وزعزع الاستقرار ؛ ما أدى إلى خلط الأوراق وتعميق بيئة عدم الاستقرار التي تمنع قيام نظام أمن وتعاون إقليمي. واضافت الهنائي انه قد حان الوقت للقيام بتنسيق أكبر بين أكبر عدد ممكن من الدول العربية وبذل جهد كبير للحد من الفوضى العارمة في الشرق الأوسط ووضع حد والرد بالمثل لكل من لا يحترم سيادة الدول ولكل من يحاول التدخل في الشأن العربي وخاصة دول الخليج العربية، ومن المهم العمل على إزالة سوء الفهم في العلاقات الأميركية-الخليجية، الذي أوجد فجوات في العلاقة بين الطرفين، وبخاصة في المدركات وتحديد مصادر التهديد، ونطمح بتوثيق التعاون مع الولاياتالمتحدة في مجال تكامل النظام الدفاعي الصاروخي، والاستفادة من الإمكانات الأميركية لتطوير القوات الخاصة،والقوات البحرية،وقدرات الحرب السيبرانية وفتح باب التعاون في شتى المجالات. توافق الرؤى الخليجية العربية الإسلامية ويرى د. محمد المسعودي مدير الشؤؤون الثقافية بالسفارة السعودية بدولة الإمارات العربية المتحدة أن الدور الريادي الذي تقوم به المملكة بقيادة خادم الحرمين الشريفين - رعاه الله - في دعم الأمن والاستقرار والسلم الإقليمي والعالمي، إلى جانب الدور المحوري الذي تقوم به على مستوى العالمين العربي والإسلامي يتمتع بترحيب وبتوافق الرؤى الخليجية والعربية والإسلامية إزاء معظم القضايا الإقليمية والدولية، وتعملان جنباً إلى جانب فيما يخدم المصالح والأهداف المشتركة، لاسيما أن المملكة تحتضن ثلاث قمم ذات أهمية استراتيجية إقليميًّا وعالميًّا ممزوجة برسائل تكون فيها السعودية المشترك الأهم، الأولى مع الرئيس الأميركي بشكل منفرد، وقمة ترمب وقادة دول الخليج العربي، والقمة الإسلامية – الأميركية، والمؤكد أن كل قمة ستكون لها اتجاهاتها ورسائلها وأهدافها، مع إدراك المملكة أبعاد دورها المحوري في تعزيز مكانة العالمين العربي والإسلامي، وأهمية أن تكون المملكة كعادتها على قدر المسؤوليات الملقاة على عاتقها في توحيد الصف خليجياً وعربياً وإسلامياً وفق رؤية مستقبلية، تسعى فيها وتخطّط بحكمة لتقوية الصف العربي والإسلامي، وترسيخ الثوابت وتدعيم المبادئ؛ بما يضمن للأمة أن تواجه التحديات المستقبلية. واكد عوض بن سعيد باقوير رئيس جمعية الصحفيين العمانية ل"الرياض" ان القمة السعودية والخليجية والاسلامية الأميركية تكتسب أهمية سياسية وامنية واقتصادية على جانب كبير من الاهمية خاصة وان ادارة الرئيس ترمب لاتزال تكتشف الاوضاع في المنطقه ولديها اجندات مختلفة الى حد كبير عن سابقتها خاصة فيما يخص الامن في منطقة الخليج والملفات المشتعلة في سوريا واليمن وليبيا والعراق علاوة على صياغة جديدة للعلاقات الأميركية العربية وخاصة مع دول مجلس التعاون لدول الخليج العربية وفي مقدمتها السعودية ذات الثقل الاقتصادي والسياسي والديني في المنطقة كما ان تلك القمم الثلاث تاتي في ظل توتر في العلاقات بين ايران ودول مجلس التعاون ومن هنا فان تلك القمم تعد على جانب كبير من الاهمية وسوف تكون لها نتائج سياسية واقتصادية وامنية مهمة. واضاف: لاشك ان وجود عدد من القادة العرب والمسلمين في تلك المحادثات في المملكة له انعكاس على مجمل التطورات في المنطقة فالوضع في سوريا واليمن من الملفات الاساسية كذالك قضايا النفط والتجارة وجملة من الملفات التي هي مدار بحث لتشكل تلك القمم الرؤية الجديدة للولايات المتحدة تجاه منطقة الشرق الاوسط علاوة على اهمية ايجاد حل عادل وشامل للصراع العربي الاسرائيلي كما ان تلك القمم سوف تلقي بظلالها على موضوع الارهاب الذي يعد من الموضوعات التي تهدد الامن والاستقرار في المنطقة ومن هنا فان هذا الحدث السياسي في المملكة يكتسب اهميته من المكان وايضا من خلال وجود قادة عرب ومسلمين بوجود رئيس الولاياتالمتحدة. عوض بن سعيد د. خالد رأفت موزة الهنائي جمال بوحسن