كان لاكتشاف النفط في الأراضي السعودية دور كبير في مد جسور العلاقات التاريخية بين المملكة والولايات المتحدةالأمريكية وساهم الرواد من الجيولوجيين والمهندسين الأمريكيين بشكل مميز في تقارب تلك العلاقة المتميزة والتي رعاها الطرفان كل من جانبه لتكون أعمق من النفط، وإن كان المهندس الجيولوجي ماكس ستينكي هو أشهر أولئك الأشخاص من الطرف الأمريكي لارتباط اسمه باكتشاف النفط وبحفر أول بئر منتج بالمملكة في ديسمبر 1936م، إلا أنه لم يكن الوحيد فهناك الكثير من الجيولوجيين أمثال ميلر، هنري، هوفر، كوتش، براون، وبورتشفيلد، الذين وصلوا في عام 1933 إلى بلدة الجبيل الساحلية إضافة إلى كثير من مدراء أرامكو مثل فريد إ. ديفيس ،وروبرت ل. كيز، ونورمان (سي) هاردي وغيرهم. وكعادة السعوديين الذين يتوارثون الوفاء للأصدقاء جيلا بعد جيل لم تهمل سيرة ماكس ستينكي الذي وصل إلى السعودية لأول مرة في عام1934م، أو غيره من طلائع بناة هذه الصداقة التاريخية، وسيشاهد الزائر للمقر الرئيسي لشركة أرامكو مبنى مخصص للضيافة وضعت عليه لافتة تقول «ستينكي هال Steineke Hall»، كما سيقرأ في مختلف وسائل الإعلام والكتب والمجلات والدوريات السعودية قصص أولئك الرواد وتقدير الشعب السعودي لهم واحترامه لصداقتهم، وإضافة إلى تخليد اكتشافات ونجاحات أولئك الرواد التي أسهم التسهيل والدعم الكبير من قبل الملك المؤسس عبدالعزيز طيب الله ثراه في تحقيقها، حظي أولئك الرواد بتخليد سيرتهم المهنية وصفاتهم الشخصية هم واسرهم وذكرياتهم القديمة في السعودية فيما يعرف بأدبيات النفط السعودي وتاريخه. ويكشف ما تم نقله عن عبدالعزيز شلفان، أحد أقدم موظفي أرامكو السعوديين وقوله إن ستينكي كان أجمل من لامس شغاف قلبه، تعامل الجيل الأول من السعوديين مع أصدقائهم كما تكشف الإصدارات الحديثة المتواترة والمتعددة عن تلك الحقبة ما تحفظه الأجيال السعودية من وفاء وود واعتزاز بأصدقائها. المهندس الجيولوجي ماكس ستينكي