أكد عدد من المختصين في الجامعات الأميركية بأن الزيارة الرسمية الأولى للرئيس الأميركي دونالد ترامب للمملكة تاريخية، وتدل على أن الدبلوماسية السعودية ذات كفاءة عالية ومتميزة على مستوى الشرق الأوسط، وأضافوا بأن الزيارة ستكون هامة جداً للرئاسة الأميركية الجديدة نظراً لتضمن برنامجها لقاء خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز، وقادة دول عربية وإسلامية لمواجهة التطرف. وقال أستاذ العلوم السياسية في جامعة جورج واشنطن د. نبيل مخائيل ل"الرياض" بأن زيارة الرئيس الأميركي للمملكة زيارة تتخطى أن تكون اجتماع قمة فقط، بل هي إطار إستراتيجي مهم يرسم ملامح سياسية أميركا تجاه منطقة الخليج والعالم العربي لسنوات قادمة، وأكد بأن اختيار الرئيس الأميركي للمملكة يأتي تقديراً لدورها الدولي وإشارة إلى أهمية الدبلوماسية السعودية، ومن الواضح أن الرئيس دونالد ترامب سيطلب من المملكة لعب دور أكبر أهمية في قيادة العالم العربي والإسلامي، حيث إن الدبلوماسية السعودية لديها من الكفاءات ومن المهارات ما يمكنها أن تؤدي هذا الدور لمصلحة كل شعوب المنطقة في العالم العربي والإسلامي. وأضاف بأنه سيكون هناك توجه جديد بعد قمة الرياض تجاه إيران، وسيكون هناك تجديد لاحتواء إيران إقليمياً والحد من نفوذها في سورية والعراق واليمن ولبنان، مع مراقبة النشاط الإيراني لمنع أي إخلال أو تمكين إيران من امتلاك قدرات نووية، وأشار إلى أن الاتفاقيات التي ستوقعها المملكة مع أميركا من حيث التجهيزات العسكرية ستكون استكمالاً لزيارة صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن سلمان بن عبدالعزيز ولي ولي العهد النائب الثاني لرئيس مجلس الوزراء وزير الدفاع مؤخراً للولايات المتحدة، والتي جرى خلالها التركيز على أهمية إلحاق المملكة بالثورة التكنولوجية والدخول بشكل كبير والإصرار القوي للحصول على أعلى الكفاءات التكنولوجية في عصر العولمة والبرمجيات والإلكترونيات، وأعرب د. مخائيل عن اعتقاده بأن زيارة الرئيس ترامب للمملكة ستكون ناجحة لما تملكه المملكة من دبلوماسية عالية وكفاءات متميزة، وسيكون هناك تحقيق لإجماع ما بين معظم الدول العربية والإسلامية والولاياتالمتحدة على ضرورة مكافحة التطرف وتحقيق السلام الإقليمي في الشرق الأوسط ومحاولة حل الأزمة السورية في أقرب وقت. من جهته أكد المحلل السياسي المختص في الشأن الأميركي والشرق الأوسط في واشنطن محمد راجح عويص بأن زيارة الرئيس الأميركي دونالد ترامب للمملكة سابقة تاريخية كونها أول زيارة لرئيس أميركي للخارج لدولة عربية فور توليه السلطة، وتعد خطوة مهمة جداً إذ تدل على نجاح دبلوماسية المملكة وعلى مكانتها الدولية والاقليمية. وأضاف بأن المملكة هي المركز الحقيقي بالوقت الحالي لما تشهد من استقرار وقادرة على توحيد الصفوف بنسبة كبيرة بين الدول العربية والإسلامية. ميخائيل: قمة الرياض ستوجد توجهاً للجم إيران والحد من نفوذها في سورية والعراق واليمن ولبنان وأكد د. عويص أن الاتفاقيات العسكرية المزمع توقيعها بين الجانبين خلال الزيارة تؤكد سعي المملكة الحثيث لتطوير قدراتها العسكرية وبناء الإنسان، حيث إنها تصرف على التسليح سنوياً قرابة من 50 ملياراً إلى 60 مليارً، ولذلك فإن مبلغ 300 مليار كما يتداول في الإعلام الأميركي حول حجم الصفقات العسكرية مع المملكة على مدى عشر سنوات لا يعتبر مبلغاً كبيراً، لأن المملكة لديها رؤية طموحة متمثلة في "رؤية 2030" ، وأوضح حينها صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن سلمان بن عبدالعزيز بأن المملكة ستطلب من أي دولة بينها وبين المملكة اتفاقيات عسكرية لتوسيع هذه الاتفاقيات لتصبح بلداً مصنعاً، حتى لو اضطر الأمر أن تقيم الشركات الخارجية مصانع في المملكة، وهذا ينهض بالاقتصاد السعودي ويفتح مجالات مختلفة ويعطي فرصاً وظيفية لإبداع الشباب السعودي في مصانع محلية تحقق رؤية المملكة 2030، وتضعها في مصاف الدول المتقدمة، وشدد على أن ذلك اتضح مساء أول أمس مع إعلان المملكة إنشاء شركة صناعات عسكرية وطنية، وكشف من خلالها ولي ولي العهد بأنهم يسعون أن تكون محفزاً أساسياً للتحول في قطاعات الصناعات العسكرية، ومكون مهم من مكونات رؤية المملكة 2030، مبيناً بأن قمة الرياض التي ستعقد بحضور الرئيس الأميركي سيكون من خلالها تحجيم لدور إيران التي تعتبر عنصراً من عناصر عدم الاستقرار في المنطقة، وخاصة بأن المملكة هي الدولة الوحيدة التي واجهت المشروع الطائفي الإرهابي الذي تقوده إيران، والتي تحاول من خلاله زعزعة استقرار الشرق الأوسط، وسياسية المملكة في عاصفة الحزم هي المسمار الأول في نعش التوسع الإيراني، وبعد اجتماع قمة الرياض سيكون هذا المسمار الأخير في نعش التطاول الإيراني في المنطقة، وحذر من أن إيران قد تقوم بعمليات إرهابية من أجل خلق مشكلة لأخذ وإبعاد الأنظار عن نجاح المملكة التي تمكنت من جمع دول عربية وإسلامية، فإيران دولة إرهابية لا تخدم مصالح العرب، وعلى الدول العربية والإسلامية أخذ الحيطة والحذر والتماسك بهذه الفرصة التاريخية التي تقدمها المملكة. عويص: المملكة واجهت مشروع إيران وعاصفة الحزم كانت المسمار الأول في نعش طموحها التوسعي وذكر الباحث الأول في برنامج دراسة التطرف بجامعة جورج واشنطن الأستاذ مختار عوض بأن زيارة الرئيس الأميركي للمملكة لما لها من دور كبير في الشرق الأوسط، ورسالة أميركية للعودة للشراكة والمحادثات من الحلفاء التقليدين بالمنطقة، وأضاف بأن هناك آمال بأن تكون نتائج قمة الرياض مثمرة أكثر مما كانت في العقد السابق التي كانت فيها محاولات تكوين قوة عربية مشتركة لكن تعثرت. وقال: إن قمة الرياض تعد فرصة كبيرة لتفعيل هذه القوة المشتركة، ولا بد أن يتحول حديث الرئاسة الأميركية لإيجابي وفعلي خاصة وأن المملكة هي الدولة الوحيدة القادرة على تكوين مثل هذه القوة المشتركة، لافتاً بأن المملكة تعتبر عاصمة للتضامن العربي والإسلامي وهي فرصة كبيرة للإدارة الأميركية للاستفادة منها لمواجهة التطرف والعنف على مستوى العالمي والإقليمي. وأوضح رئيس منظمة فريق العمل الأميركي من أجل فلسطين في واشنطن د. زياد عسلي بأن الزيارة تأتي لدور المملكة في حفظ الاستقرار في الوطن العربي والإقليمي، ولما تملك من تاريخ مشرف في الدفاع عن القضايا العربية والإسلامية، وأضاف بأن قضايا الشرق الأوسط جميعها معقدة ومتشابكة ولن يتم حلها إلا على أساس تفاهمات قمة القمم، والرئيس الأميركي ينوي في هذه الفترة أن يقول: إن له شركاء عرب على مستوى قمة الرياض للتوصل لاتفاقيات مفيدة للولايات المتحدة بالمستقبل، وأشار إلى أن هناك تفاهم إسلامي على مستوى الرئاسات المختلفة لحضور قمة عربية إسلامية في الرياض تحت زعامة المملكة، وهذا بحد ذاته إنجاز لأن العالم الإسلامي منقسم ومفرق ووجودهم بهذه القمة هو تعبير عن رغبتهم بالتحاور مع أميركا، وأكد بأن اختيار الرياض وخادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز -حفظه الله- لرئاسة هذه القمة هو شيء أكثر من رمزي، وهو تفاهم إسلامي أننا نتكلم بصوت واحد، مبيناً بأن قضية التطرف والعنف السياسي ترأس كل الجداول في أي قمة، وقد سبق أن تعرضت الولاياتالمتحدة لهجوم قبل عقد من الزمان ونيف وهي تعتبر التطرف ضدها هو عدو إستراتيجي، ووجود العرب والمسلمين والمملكة على رأس هذه القمة في مقاومة العنف هي الرسالة الأكبر التي يعطيها العالم الإسلامي للولايات المتحدة بشكل منظم ورسمي وهذا ما تريده الولاياتالمتحدة ويريده العالم الإسلامي الذي عانى من التطرف والدمار خلال السنوات الماضية. وقال عسلي: إن إيران غير سعيدة لهذا التجمع، وهي بنظر الإدارة الأميركية راعية للإرهاب وليست محاربة له. وتوقع د. عسلي أن تكون قضية فلسطين جزءاً مهماً في البحث بقمة الرياض، وهناك إمكانية لبعض التغيرات في الموقف الأميركي المعلن لحد الآن من خلال الحملة الانتخابية للرئيس ترامب من حيث نقل السفارة، وسيكون أكثر تناغماً مع ما يريده الفلسطينيون وأقرب للتواصل مع بداية أخرى للعملية التفاوضية. مختار عوض د. زياد عسلي