العلاقة السعودية الأميركية علاقة إستراتيجية دون أدنى شك تتشعب إلى جميع أوجه التعاون في شتى المجالات، هي علاقة تاريخية تمتد إلى سبعة عقود كانت زاخرة بالأحداث الجسام في مجملها كانت إيجابية وانعكست على تطوير العلاقات وأخذها إلى آفاق أوسع وأرحب. بالتأكيد إن المصالح المشتركة بين الدول هي من يتحكم في مسار علاقاتها إما سلباً أو إيجاباً، كما أن المواقف هي من تعزز العلاقة أو تأخذها إلى مستوى أدنى من الاشتباك الإيجابي الذي من المفترض أن يكون. والعلاقات السعودية الأميركية لا تختلف عن علاقات الدول ببعضها البعض وإن كانت تتسم بالرغبة المشتركة الدائمة في تحقيق منافع متبادلة مرحلياً وعلى المدى الطويل تأخذ فيها الأبعاد والأهداف التي تم رسمها لتكون نقاط التقاء تنعكس على البعد الاستراتيجي للعلاقة ونموها. فواشنطن تعرف تمام المعرفة الدور الريادي القيادي الذي تقوم به المملكة من أجل تعزيز الأمن والاستقرار والنمو الإقليمي والدولي، من أجل ذلك كان اختيار الرئيس دونالد ترامب المملكة لتكون المرحلة الأولى لأول زيارة خارجية منذ توليه الرئاسة وذلك على غير عادة الرؤساء السابقين الذين كانوا يفضلون بدء رحلاتهم الخارجية الأولى لدول الجوار الأميركي ككندا والمكسيك، ترامب وعطفاً على واقعية المنطق اختار المملكة لتكون هي المرحلة الأولى كونها قائدة العالمين العربي والاسلامي التي تراعي مصالحهما العليا وتفعل كل ممكن من أجل أمنهما واستقرارهما ورفاههما، إضافة إلى ذلك فإن المملكة لها تجربة عالمية تدرس في مكافحة الإرهاب بكل أصنافه وأشكاله ودوافعه والعالم يعاني من هذه الآفة التي لم تقتصر على دولة دون أخرى ووجب تكريس الجهود وحشدها من أجل القضاء عليها خاصة الإرهاب الذي ترعاه الدول كما تفعل إيران التي يجب وقف أنشطتها التخريبية التي تعدت الإقليم إلى العالم، كما أن الملف النووي الإيراني وتداعياته سيكون من أبرز الملفات التي ستكون محوراً للبحث بعد اتفاق كل دول الإقليم والولايات المتحدة على وجوب وضع آلية مشددة على إيران التي أبداً لا يُؤمن جانبها وممارساتها اللامسؤولة. منذ لقاء (كوينسي) وحتى يومنا هذا نستطيع أن نقول إن العلاقات السعودية الأميركية علاقات إستراتيجية لكلا البلدين ولا يمكن إلا أن تكون في إطارها الصحيح الذي هي عليه بالفعل.