من يجمعه عمل أو علاقة من أيّ نوع مع المُعلّم الراحل تركي بن عبدالله السديري -رحمه الله- لا بد وأن تنشأ بينهما حكايات لا تُنسى بسبب إدهاشها، رمزيتها، معانيها وربما جدّتها على الطرف الآخر مع أن الراحل كان يقصد عن عمدٍ بناء تفاصيل الحكاية/الحكايات. يحضر في ذهني وأنا أكتب هذه السطور أكثر من حكاية لكنني سأنتقي واحدة ربما لم تحدث مع أحدٍ غيري بسبب تفاصيل تخصني شخصيّا. حدث وأن أوقفني عن الكتابة أواخر عام 2003م بسبب رؤية رآها لم يقلها لي بل ألمح إلى أن آخذ إجازة (لم أطلبها) لتجديد وترقية اللياقة الكتابية حسب تعبيره الدبلوماسي. أوقفت بعث زاوية (القافلة تسير) للجريدة بينما لم أتوقف عن الكتابة (المهنة العشق). حدث بعد التوقف/الإيقاف بعدّة أشهر أن تم الإعلان عن الترشّح لانتخابات هيئة الصحفيين السعوديين (المولودة الطريّة آنذاك) وكانت لديّ الرغبة الحقيقيّة في خدمة صاحبة الجلالة الصحافة من خلال تلك الهيئة الوليدة. تقدّمت بأوراق ترشيحي كصحفي متفرغ تنطبق عليه جميع شروط العضوية الكاملة وانتظرت يوم الإعلان عن قبول ترشيحي للدخول في أول انتخابات مهنيّة في تاريخ الصحافة السعودية الحديث. في ضحى أحد الأيام وأنا في طريقي لمدينة الخرج أن رنّ هاتفي المحمول وإذا بالشاشة تُشير إلى "جريدة الرياض". توقفت على جانب الطريق فإذا بصوت المعلّم رئيس التحرير يسأل: هل تقدّمت للترشح لانتخابات مجلس إدارة هيئة الصحفيين؟ قلت: نعم، قال مازحاً: في أي صحيفة تكتب؟ قلت: في جريدة الرياض السعودية. قال: لكن نحن لا نعرفك، قلت إذا سأستخرج بطاقة كاتب (مستقل)!! قال: أبعث مقالاتك لعبدالعزيز الجار الله (كان من يجيز المقالات في الجريدة) ثم أقفل الخط. أدركت حينها من هو تركي عبدالله السديري رغم أنني أعرفه شخصيا من سنوات طويلة. انتظمت في بعث مقالاتي للجريدة ولم أسحب ترشيحي للانتخابات. في مساء يوم الاثنين 7 يونيو 2004م أدليت بصوتي واخترت أولاً المُعلّم تركي عبدالله السديري. رحمك الله أبا عبدالله وأسكنك فسيح جناته. كاتب صحافي*