اعتبر أكاديميون وإعلاميون في المدينةالمنورة أنّ فقد رئيس تحرير الرياض الأسبق والمشرف العام تركي السديري رحيل للقلم وغياب لشمس الصحافة، داعين إلى تخليد ذكراه وإطلاق اسمه على أقسام الإعلام وأندية الفكر والثقافة، مقدمين التعازي لجميع الإعلاميين في المملكة والوطن العربي، داعين الله عز وجل أن ينضر روحه وينوّر ضريحه. إبراز الإرث وقال الأكاديمي والإعلامي عبدالغني القش: "فقدت الصحافة السعودية والعربية علما من أعلامها ورمزا من رموزها، فقد عايش الفقيد الصحافة بقلبه قبل قالبه، حيث عمل في بلاط صاحبة الجلالة لمدة جاوزت نصف قرن من الزمان أمضى منها أكثر من أربعة عقود وهو رئيس لتحرير صحيفة الرياض، لقد كان المثقفون على موعد يومي مع زاويته الشهيرة (لقاء) كوجبة فكرية صباحية، حيث كانت تسلط الضوء على حادث أو فكرة يتناولها بطريقته المحببة للنفوس وبلغة كانت تتسم بالشفافية والوضوح يصح أن تدرس في الجامعات كلغة صحافي متمرس رأس الاتحاد الخليجي للصحفيين كما كان رئيسا لهيئة الصحفيين السعوديين لدورتين متتاليتين". وأضاف: "أن الحديث عن قامة صحفية وإعلامية حديث مؤلم وبخاصة بعد أن افتقدها الوطن بعد أن عايشه ورصد ما يدور حوله وما يعنيه ولعقود من الزمن، كانت تلك الكلمات والمقالات واللقاءات تمثل خبرة لا يستهان بها ومعينا مفعما بالهم الصحفي والوعي الفكري والتضلع السياسي لقضايا العالم أجمع والقضايا العربية والسعودية بشكل خاص.. إن فقده يجعل صحافتنا تحرص على دراسة هذه المدرسة الصحفية، والاستفادة لما تركت من إرث يفترض أن يبرز ويحرص عليه، فقد كان الفقيد بحق قامة صحفية إعلامية ومدرسة لها مكانتها ومنزلتها الكبيرة، وتعود بنا الذاكرة عندما كنا نستمع إليه في استضافة قنوات تلفزيونية وهو يتناول الشأن العالمي والعربي أو السعودي بعقلية راجحة أضفت إليها تلك الخبرات من السنين الشيء الكثير، فكان فكرا ناضجا يقدم على طبق من ذهب إلى المشاهد، هذا، فضلا عن تلك الزوايا المكتوبة التي بلغت الآلاف من خلال صحيفة الرياض التي ارتبط اسمها باسمه لمدة تجاوزت أربعة عقود من الزمن"، داعياً إلى تخليد ذكراه كعلم للصحافة من خلال أقسام الإعلام في الجامعات. الارتجال الوقور من جهته قال الباحث الصحافي السوداني صديق عثمان: "بغياب تركي السديري تغيب شمس افتتاحيات الصحف، بنكهته الخاصة، يغيب الارتجال الوقور والمفردة الشفافة الأنيقة برحيل السديري صاحب الباع الطويل في الصحافة المجتمعية التي تناولت قضايا المجتمع، كان يشرك الجميع في الفكرة والعبارة الرشيقة ويصنعها بفن لا يشاركه فيه أحد، أطلق عليه الملك عبدالله -رحمه الله- لقب (ملك الصحافة) فكان جديرا به، أكسبته الصحافة وأكسبها فكان امتداد الكلمة الرصينة الصادقة بلا حدود في بساط صاحبة الجلالة.. فبات قامة لا تحدها الألقاب، صحفي مخضرم في كافة ضروب الصحافة يجيد توليد الأفكار والمعاني، منه تستطيل الفكرة عند اللزوم ويكفكف أطرافها اجتزاء عند اللزوم، لا تهترئ جوانب العبارة ولا تبلى ناصية القول كل كلمة لها بعدها الوظيفي والدلالي والفني داخل الفقرة (الفكرة)، في شتى مجالات الصحافة المجتمعية والسياسية والاقتصادية". شخصية متوازنة وأكد الأكاديمي والإعلامي د. محمد الذبياني أنّ الفقيد علم من أعلام الصحافة غابت شمسه وودعنا رسمه وحق لكل إعلامي أن ينعيه بدموع الفراق إنه الصحافي الكبير الذي طرق مسامعنا خبر وفاته وانتقاله إلى الرفيق الأعلى، ملك الصحافة كما وصفه خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز -رحمه الله-، يضيف إلى تألقه وإبداعه فقد كان -رحمه الله- مطلبا ومتعة للإعلاميين والمهتمين بتصريحاته وأقواله وآرائه يأتي ذلك من خلال خلفية ثقافية رصينة وعلم متدفق وشخصية متوازنة جعلت منه قائدا لصحيفة من أهم صحف بلادنا ألا وهي صحيفة الرياض. وأضاف: "لقد استطاع أن يصل بها إلى التميز والمهنية العالية في صياغة الخبر وإيراد المعلومة، ولم يقف الأمر عند هذا الحد بل انتخب كأول رئيس لاتحاد الصحافة الخليجية تقديرا له على جهده طيلة حياته في خدمة القارئ والقلم، لا أستطيع وأنا في هذا المقام أن أقول كل ما يجول في ذاكرتي عن هذا العلم ولكن سيبقى تركي السديري -رحمه الله- صاحب القلم الرشيق والمكانة العالية والحضور الساطع نبراسا لكل من أراد تسنم طريق الصحافة". صديق عثمان د. محمد الذبياني