تبرز مع نهاية كل موسم قضية الحضور الجماهيري في الملاعب السعودية، وسط بيئة غير جاذبة، تفتقد لأهم مقومات التحفيز والتسهيلات والراحة في متابعة المباريات، وعلى الرغم من أن الجميع في الوسط الرياضي يتفق على أن الجماهير هي العامل الأول في نجاح المسابقات الرياضية، إلا أن الخطوات الرسمية من هيئة الرياضة واتحاد الكرة في هذا الاتجاه، تبدو متثاقلة وتسير ببطء شديد حد التوقف، والاكتفاء بالفرجة على معاناة الجماهير في حضور المباريات، من مشقة الوصول قبل ساعات لحجز مقاعدها، مروراً بافتقاد المدرجات لكل وسائل الجذب التي تساهم في ارتفاع معدلات الحضور. اتحاد الكرة معني بدراسة عاجلة تقيس مؤشرات رضا الجماهير عن الخدمات المقدمة في الملاعب، بالاعتماد على معايير عدة، منها جاهزية المنشآت الرياضية والملاعب وتوافر المرافق العامة ونظافتها بشكل عام، وسهولة دخول وخروج الجماهير، وحسن اختيار المواعيد المناسبة لتنظيم المباريات، والسعي إلى توفير منافذ مفتوحة لبيع للمأكولات والمشروبات تحت رقابة صحية صارمة، وترقيم مقاعد المدرجات والاهتمام بنظافتها، والحرص على إجراء مبادرات تحفيزية وسحوبات، واستمرار فتح قنوات شراء التذاكر إلكترونياً لتشجيع الحضور، وإنشاء بوابات إلكترونية تستقبل الجماهير قبل دخول الملاعب بطريقة احترافية، تساهم كذلك في تسهيل الأدوار المساندة للجهات الأمنية في أعمال التنظيم. هذه الدراسة لو تم تبنيها مع نهاية الموسم الجاري ستكشف بلا شك حجم المتاعب التي تتكبدها الجماهير في الملاعب السعودية، لمساندة فرقها والمنتخبات الوطنية، وستكون انطلاقة لتلبية احتياجات الجماهير وزيادة تشجيعها على الحضور بكثافة، ما سيجذب الكثير من الشركات والمؤسسات المعلنة، فمن الضروري الاستجابة للحاجات الطبيعية للجماهير، إذ لا يمكن مطالبة الجماهير بالالتزام بالقوانين والضوابط عند تواجدها، أو استجدائها بالحضور عند غيابها وسط بيئة مدرجات منفرة. سيظل الحضور الجماهيري أهم عوامل ارتفاع القيمة السوقية للمسابقات الرياضية السعودية، ومخصصات النقل التلفزيوني للمباريات، وزيادة مداخيل الأندية، واتحاد الكرة، وتوسع الإعلانات التجارية المصاحبة للمباريات، ومن الملائم الآن أن تدور عجلة تطوير بيئة الملاعب نحو خطوات عملية ملموسة، تحول المدرجات إلى متعة حقيقية للمشجعين، تثير حماسهم وتجتذب حضورهم في كل مباراة، في استثمار حقيقي متاح وبمظهر حضاري مبهج.