لم يكن الهلال بطل "دوري جميل" 2017 هو الأكثر إنفاقا في هذا الموسم، وحقق الاتحاد بطل كأس ولي العهد حصادا في موسمه الحالي أفضل مما حقق النصر والشباب وربما الأهلي إلا إذا أنقذ موسمه بكأس الملك على الرغم من أن الاتحاد يعاني من أزمات مالية خانقة وتعاقداته محدودة. ولو قارنا نتائج الرائد والتعاون مع النظر إلى الفوارق المالية الواضحة بين الناديين إلا أننا نجد الأول اختتم موسمه بشكل أفضل من التعاون نسبيا، ولو راجعنا ما أنفقه القادسية في هذا الموسم سنجد أنه أضعاف ما أنفقه الشباب إلا أن النتيجة النهائية كانت في غير مصلحة القادسية الذي كاد أن يهبط إلى دوري الدرجة الأولى لو أنه حاول إنقاذ ما يمكن إنقاذه مع الجولات الأخيرة. في اعتقادي أن الأمر أصبح واضحا أن المال لم يعد هو وصفة النجاح الوحيدة، ولم يعد الإنفاق الضخم والتعاقدات الإعلامية ذات الأرقام الخيالية دليل حكمة وقوة وذكاء الإدارات أو من يمولون هذه الإدارات، وبعد أيام سندخل إلى فترة الصيف وستبدأ اللعبة السنوية بإعلان التفاوض مع أسماء جديدة بأرقام كبيرة ومع منتصف الموسم سيتم إلغاء عقود نصفهم بضغوط من الجماهير ويبدأ النادي في رحلة البحث عن البديل وتستمر القصة. ليس لدي شك أن جزءا من الصفقات الأجنبية التي كان يعلن عنها في الأعوام الماضية والتي كانت تنثر السعادة في المدرجات هى نموذج للمبالغة في تكاليف التعاقدات بسبب كثرة عدد الوسطاء، إن دورينا نموذج حقيقي لتقاسم العمولات في بعض الأندية وبعض الصفقات حتى أن هناك لاعبين تم التعاقد معهم في وجود أربعة وخمسة وسطاء على الأقل وكل واحد منهم يأخذ نسبته والحسابة بتحسب والمدرج يصفق حتى يلعب عدة مباريات فتبدأ الضغوط الجماهيرية ويستبدل اللاعب بلاعب آخر وعموده جديدة والحسابة بتحسب وهذا أمر يجب أن يتوقف لأن المتبرعين أصبحوا أكثر وعيا لما يحدث. أزمات الأندية المالية ستذهب بِنَا إلى كفاءة الإنفاق وترشيد النسب وهذا ملف كبير سأحتاج لمقال آخر لمناقشته معكم.