سجل دوري الدرجة الأولى للموسم الحالي 2017 رقماً قياسياً في عدد تواجد الأجهزة الفنية الذي وصل ل41 مدربا من مختلف الجنسيات على رأسهم المدربون التوانسة والمصريون ما كلف خزائن الأندية ال16 أكثر من ستة ملايين ريال وهذا يعني سوء العمل الإداري في عملية اختيار الأجهزة الفنية وهذا ساهم في عدم استقرار أغلب الأندية التي فشلت بالمهمة الأساسية لتحقيق المستويات مقرونة بالنتائج، فكان من أبرز مسببات تواضع مستوياتهم الفنية استمرار تعاقب المدربين بين وصول ورحيل، ولم تقدم هذه المأمول نتيجة عدم الاستقرار الفني، باستثناء الفيحاء وأحد، اللذين حققا مرادهما واستفادا من الأخطاء وتجربة الغير طوال الموسم فكان الحصاد نتائج ومستويات ثابتة، طيلة الدوري، فقطفوا ثمار هذا العمل الاحترافي والاستقرار الفني. إقالة المدربين في دوري الأولى أصبحت منذ مواسم ظاهرة مألوفة بين الفرق المشاركة، إلا أن الموسم الأخير الفائت تفاقم بشكل غريب، بإقالات متوالية بدأت باكرا منذ الجولة الثانية ليصبح العدد 41 مدربا برقم مثير لم يسبق تسجيله في تاريخ المسابقة. وعزا المتابعون للمسابقة هذا الرقم العالي لأسباب عدة أبرزها استعجال إدارات الأندية والبحث عن مكاسب مالية من أطراف عدة من دون النظر للأفضل أثمرت عن تعاقدات لم تكن جيدة أساساً، وكلفت خزائن الأندية أكثر من ستة ملايين في موسم واحد من رواتب ومقدم عقود وشروط جزائية وغيره وهذا هدر مال ومضيعة للوقت نتيجة اختيار من لا علاقة له بالجوانب الفنية وسماسرة ومصالح شخصية. ما يحدث ظاهرة سلبية بل ومخجلة، والسبب الرئيس الارتجالية التي تدار بها الأندية السعودية، ولأن المعيار في الحكم على المدرب فقط النتائج، ولأن من يختار غير فنيين، ومن يتابع ويحكم بالنجاح والفشل، ومن يقرر هم الإداريون، ليس هناك متابعة فنية ولا تقييم فنيا واضحا، وبالتالي المدرب هو الضلع الأضعف الذي يتحمل الفشل، إذ لا يمكن أن تسرح اللاعبين أو أن تنسحب الإدارة وتعترف بفشلها أمام الجماهير، وبالتالي فإلغاء عقد المدرب هو الأسهل لتهدئة الأوضاع واستمرار الإدارة. تواجد 41 مدربا في موسم واحد يجسد غياب الاحترافية في منظومة العمل، وتأكيد على عدم امتلاك الأندية بشكل عام آلية واضحة في طريقة التعاقدات سواء المدربين أو اللاعبين، وهو مؤشر خطير على الارتجالية وبالعودة لقائمة المدربين الذين تواجدوا هذا الموسم فإننا نجد أن الصاعدين ل"دوري جميل" الفيحاء وأحد كان لديهم استقرار فني نموذجي بتواجد للمدربين التونسي الحبيب بن رمضان وعبدالوهاب ناصر فكان النجاح طريقا لهما نحو تحقيق تطلعاتهما، وعلى الرغم من أن الحزم قاده الوطني خليل المصري إلا انه لم يقدم مستوى جيدا وتناوب على تدريب النهضة ثلاث مدربين هم سمير هلال والتونسيان جمال بالهادي ومحمد التمري، والحال بالنسبة لنجران الذي يواصل المهمة بالملحق بعدما خسر الذهاب على ملعبه أمام الباطن 1-صفر، وبانتظار لقاء الثلاثاء المقبل في الحفر ويقوده التونسي محمد المعياري وقبله المصري أحمد حافظ. في المقابل كان هناك أندية اشبه بحقل التجارب بالتعاقد مع اربعة مدربين دفعة واحدة في موسم وهي: العروبة وجميعهم يحملون الجنسية التونسية هم لطفي جبارة ومكرم عبدالله وبيرم مختاري وكذلك الجزائري فؤاد بو علي، ولم يتخلف ضمك عنه كثيرا الذي تعاقد هو الآخر مع الرقم ذاته من مدربين هم المصري عمرو أنور والتوانسه لطفي القادري وبيرم مختاري الذي انتقل بين أكثر من ناد، والكرواتي فرانسيس ميلادين، وأيضا العدالة قاده أربعة مدربين وهم التونسي محمد السعيدي والمصريون أحمد ساري وحسين عبدالوهاب وعبدالله درويش ومع ذلك كان الهبوط مصير الفريق، والجيل دربه التونسي زهير اللواتي والوطني عليوي الدوسري، وعجز عن إبقاء الفريق بدوري الأولى، والشعلة اشرف عليه فنيا البرازيلي فونسيكا سيرافيس والتونسي فريد بلقاسم، والطائي تعاقب على تدريبه ثلاث مدربي وهم الأوروغوياني رودريغز فيستر والمصري عمرو أنور والتونسي مكرم عبدالله، والنجوم قاده التونسي جمال بالهادي والوطني حمود الصيعري، والحال بالنسبة للوطني دربه المصري عبدالله درويش والتونسي الناصر النفزي، والهابط الأول للثانية، ولم يوفق وج في جهاز فني واحد فقاده التونسي محمد دحمان وبعد ذلك الوطنيان حمد الدوسري وفهد الحارثي، القيصومة دربه المصري يوسف أنور والتونسي عبدالرزاق الشابي والنهضة قاده الكرواتي ميلادين والوطني يوسف الغدير. ما يحدث في أندية الأولى من هذا الهدر المالي الكبير يحتاج تدخلا قويا من اتحاد الكرة لإيقاف هذا الاستنزاف بتعاقدات فاشلة. عبدالوهاب ناصر نموذج للمدرب الوطني المثابر