أكد صاحب السمو الملكي الأمير الدكتور فيصل بن مشعل بن سعود بن عبدالعزيز أمير منطقة القصيم، أن المجتمع السعودي إيجابي بطبيعته، لكن هناك من ينشر ثقافة جلد الذات وتقليل المنجزات، لافتاً إلى أن هناك من لا يعجبه وحدة صف مجتمعنا وتماسكه، حيث يسعى لبث الشائعات، ولكن مجتمعنا واع ويدرك أهداف الأعداء، الذين لا ينظرون إلى المستقبل بنظرة تفاؤلية. ودعا سموه قطاعات التعليم ولجان التنمية الاجتماعية إلى تعزيز السلوكيات الإيجابية لدى شرائح المجتمع، لتكون نتائج الإيجابية ملموسة على أرض الواقع لتساهم في تقليص السلوكيات السلبية بمختلف أشكالها، مشيراً سموه إلى أهمية الدور الإيجابي المتنامي لوسائل التواصل الاجتماعي في مختلف نواحي الحياة، مشدداً على ضرورة استخدامها بما يضمن زيادة تأثيرها الإيجابي في تعزيز القيم وبما يخدم الإنسانية ويعزز ترابطها والتواصل بين الأفراد وشرائح المجتمع والقطاعات الحكومية، جاء ذلك خلال لقاء سموه الأسبوعي بالمواطنين، في قصر التوحيد بمدينة بريدة، مساء الاثنين، بحضور نائبه صاحب السمو الملكي الأمير فهد بن تركي بن فيصل بن تركي بن عبدالعزيز، وصاحب السمو الملكي الأمير سلطان بن فيصل بن مشعل بن سعود بن عبدالعزيز، وأصحاب المعالي والفضيلة، ووكلاء الإمارة، ومسؤولي القطاعات الحكومية والخاصة، وأعيان المنطقة، الذي خصص للحديث عن موضوع (صناعة الإحباط) وقد بدأت الجلسة بتلاوة آيات من القرآن الكريم، بعد ذلك تناول المتحدث الرئيسي للجلسة الدكتور عبدالعزيز الأحمد في كلمته، أن التكافل الاجتماعي بين أفراد المجتمع قلل من الإحباط لدى الشباب السعودي، مؤكداً الحاجة إلى تعزيز مفهوم الإيجابية، واستعرض الأحمد صناعة الإحباط وسبل الوقاية والعلاج، وأشكال الإحباط الرئيسية والمتمثلة بالإحباط الفردي والجماعي، والداخلي والخارجي، والأولي والثانوي، وأعراض الإحباط ومظاهره التي تتنوع وتتعدد بتعدد مظاهرها لدى الفرد أو المجتمع، مشيراً إلى أنه لا توجد احصائية دقيقة بنسبة انتشار الإحباط في المجتمع السعودي بشكل خاص أو المجتمع العربي بشكل عام، ونلحظ من خلال الأعراض التي تندرج ضمن أعراض ومؤشرات الإحباط أن نسبة انتشاره ليست قليلة، كما أنها ليست مخيفة بالشكل الكبير ولكن يظل الإحباط ظاهرة موجودة بالمجتمع السعودي وتحتاج إلى سبل مواجهة علمية مدروسة، مبيناً أن للإحباط أسبابا متعددة ومختلفة تختلف وتتعدد بتعدد الأشخاص ووجهات نظرهم وطباعهم المختلفة فلكل إنسان أسبابه الخاصة التي قد تدفعه للإنجاز والنجاح أو تؤدي به إلى حالة من الإحباط والعزلة، ومن أبرز أسباب الإحباط، الأسباب المتعلقة بالشخص نفسه، والأسباب المتعلقة بالبيئة المحيطة بالشخص، متطرقاً إلى أسلوب مواجهة الإحباط انطلاقاً من نشر ثقافة الايجابية، وهو السبيل الأنسب لمواجهة الإحباط سواء على مستوى الفرد أو الأسرة أو المؤسسة أو المجتمع، حيث تهدف الايجابية إلى تعزيز السلوكيات الايجابية المبادرة وتفعيل القدرات وتنمية المهارات وتنشيط الأفراد، والايجابية كأسلوب لمواجهة الإحباط يسير في ثلاثة مسارات رئيسية من خلال برامج نمائية تطويرية، وبرامج وقائية، وبرامج علاجية وأشار الدكتور الأحمد إلى برنامج فكرة لوطني خضع لدراسات خلال السنتين الماضيتين من خلال فريق يضم خبراء متخصيين، التي خلصت إلى أن هناك إيجابية في المجتمع، مستدركاً بأنها تحتاج إلى احتراف في تفعيلها، وأنه أول برنامج للتنمية الإيجابية الشاملة في المملك ، مبيناً بأن الخطة التنفيذية لبرنامج فكرة لوطني تمتد 10 سنوات وستشمل كل إنسان وكل ما يرتبط به الانسان بالقصيم لتكون أول منطقة إيجابية بالمملكة، كاشفاً عن أنه اجريت دراسة استطلاعية قام بها فريق برنامج فكرة لوطني استهدفت 85.000 شخص من سكان مدينة بريدة، وخرجت بنتائج مهمة جداً كان من أبرزها وجود درجة متوسطة من الايجابية بشكل عام لدى مجتمع الدراسة وفي نهاية الجلسة، تم عرض بعد المنجزات والمناشط والممارسات التي تمت، عقب ذلك شارك العديد من الحضور بطرح مداخلاتهم وتعليقاتهم، حول الإحباط وسبل الوقاية منه وعلاجه. جانب من الحضور