أكد المشاركون في منتدى الشركات العائلية 2017 برعاية وزير التجارة والاستثمار د. ماجد القصبي على أهمية التزام الشركات العائلية بتطبيق معايير ونظم الحوكمة الرشيدة، من أجل تعظيم عوائد الاستثمار وحقوق المساهمين والقيمة الاستثمارية والحدّ من حالات تضارب المصالح. جاء ذلك خلال جلسة أوراق العمل الرئيسية بالمنتدى والتي حظيت بمشاركة أنيس مؤمنة الرئيس التنفيذي لمجموعة سدكو القابضة، ود. صالح جميل ملائكة رئيس مجلس إدارة مجموعة رصد العالمية القابضة، وأدرها د. عبدالعزيز تركستاني سفير خادم الحرمين الشريفين السابق لدى إمبراطورية اليابان سابقاً. وكشف أنيس مؤمنة الرئيس التنفيذي لمجموعة سدكو القابضة، خلال ورقة عمل بعنوان "أهمية حوكمة الشركات العائلية وتأثيرها على تطوير الأعمال"، بأن رؤية المملكة 2030 تهدف إلى تنويع الموارد والمداخيل الاقتصادية وعدم الاعتماد على الاقتصاد الريعي كمورد أساسي، متوقعاً تتضاعف استثمارات الشركات العائلية إلى 700 مليار ريال حال التزامها تطبيق معايير الحوكمة واعتماد آليات لتنظيم انتقال إدارتها بين الأجيال منعاً لاختفائها من السوق، سيما وأن هذه الشركات ما زالت تساهم بنحو 12% من الناتج المحلي الإجمالي للسعودية و 40% من الناتج المحلي غير النفطي. وأوضح مؤمنة بأن هناك فرصاً كبيرة تنتظر هذه الشركات خلال الأعوام الخمس القادمة قد ترفع من قيمتها لتصل إلى 700 مليار ريال، مضيفاً بأنه في المقابل هناك تحديات كبيرة قد تعوق تحقيق هذا الهدف، وأن أهم هذه التحديات، الحوكمة وتخطيط الأعمال واستخدام النظم والعمليات المناسبة والقدرة على تحليل البيانات والتخطيط، في ظل التحول الاقتصادي الجديد، كما أشار إلى أن هذه التحديات تتسع دائرتها مع تسارع إيقاع السوق الذي بات يتطلب زيادة الإنتاجية الأمر الذي يعوق عملية التطوير والابتكار، والتي تعد أهم ركائز النهوض بنظم الحوكمة الرشيدة. وكان مؤمنة قد استعرض أبرز قواعد الحوكمة والجوانب الإدارية والتحديات والفرص التي تواجه الشركات العائلية في المملكة العربية السعودية وأهمية اعتماد الاستثمارات الأكثر وضوحاً، واختيار القيادات ذات الكفاءة العالية، فضلاً عن السياسات والإجراءات المتطابقة مع نظم الحوكمة الرشيدة التي يمكن أن تسهم في تطوير عملية الاستثمار في هذه الشركات. وعلل مؤمنة تطبيق الحوكمة الرشيدة لتعزيز مستوى ثقة جميع المتعاملين، للإسهام في رفع مستوى أداء الشركة وتحقيق أهدافها الإستراتيجية، وقال: "لقد أصبحت الحوكمة مطلباً ضروريّاً لإيجاد مؤسسات تتصف بالاستقلالية والتركيز على الرسالة التي أنشئت من أجلها، حتى تتمكن من القيام بمسؤولياتها، وتصبح الحوكمة فعّالة عندما توفّر الإدارة التوجيه والإرشاد الملائمين لإدارة المؤسسة والتفاعل ما بين مجلس الإدارة وإدارة المؤسسة، فكلاهما أساسي لتحقيق النجاح المنشود". وشدد مؤمنة على أهمية تكامل الأدوار بين لجنة الاستثمار وفريق تطوير الأعمال مقابل دور مجلس الإدارة وقال: "للجان أهمية كبيرة ضمن هيكلية المجلس، إذ تعتمد العديد من الشركات نموذج اللجان، وإن لم تكن بالمعنى الكامل لجاناً لمجلس الإدارة، ويمكن للجان التنفيذية في كثير من الأحيان أن تلعب دوراً فاعلاً في إدارة الأعمال وهي تجتمع بصورة دورية ومحددة. وكثيراً ما نجد لجاناً رقابية ولجان تعويضات وتنمية بشرية في الشركات التي تحاول بناء هوية مميزة وقوية للحوكمة المؤسسية". فيما قدم د. صالح جميل ملائكة رئيس مجلس إدارة مجموعة رصد العالمية القابضة، ورقة عمل بعنوان "إدارة الثروات في الشركات العائلية وضمان استمراريتها"، وأكد فيها بأن المسؤولية تقع على الفرد الأول بتنظيم العمل وزرع القيم المؤسسية للحفاظ على الثروات واستمرارية الأعمال. وأبان د. ملائكة، على أهمية الحفاظ على الثروات العائلية وتنميتها من خلال تكوين مجلس إدارة أو أمناء أو نظارة لاتخاذ القرارات المتعلقة بالإستراتيجية أو السياسة والقرارات الاستثمارية من مشاركة أو تخارج أو تسييل، فضلاً عن تحديد الاحتياجات المالية للعائلة على المدى القصير والبعيد ووضع إستراتيجية استثمارية محلية وعالمية، ورسم سياسة استثمارية لاتخاذ القرارات الاستثمارية من خلالها وتحدثيها دورياً واختيار المدراء سواء كأفراد مهنيين أو شركات مالية متخصصة، فضلاً عن مراقبة ومتابعة الأداء وتحقيق الأهداف. يُذكر بأن منتدى الشركات العائلية 2017م، يحظى بمشاركة صانعي القرار في وزارة التجارة والاستثمار والجهات الحكومية ذات العلاقة وأصحاب الشركات العائلية والمالية والمدراء التنفيذيين والمستشارين والمختصين، لمناقشة وتبادل أفضل الممارسات المحلية والإقليمية والدولية الخاصة بتطوير واستدامة الشركات العائلية، ويحظى بدعم ومساندة كلٌ من الطازج الراعي الرئيسي، ومجموعة سدكو القابضة الراعي الاستراتيجي، وإسماعيل أبو داود التجارية المحدودة الراعي الماسي، والنهضة الطبية ومجموعة السليمان ومكتب الكمال الرعاة الذهبيين، ويهدف لمناقشة دور الشركات العائلية ومسؤوليتها في تحقيق رؤية المملكة 2030، إلى جانب الإطلاع على أفضل الممارسات الإدارية والقانونية في الشركات العائلية المحلية والدولية واستعراض أفضل التطبيقات لبناء الطاقات في الأجيال القادمة لقيادة الشركات العائلية، وأفضل الوسائل في التوسع في أعمال الشركات العائلية محلياً ودولياً، فضلاً عن مناقشة التشريعات والتحديات التي تؤثر على أعمال الشركات العائلية وأفضل الحلول والخروج بمجموعة من المبادرات التي تساهم في الاستدامة.