كرة القدم والرياضة بشكل عام وسيلة تعارف ورسالة محبة بين المنتخبات والفرق عالميا ومحليا وميدان للتنافس الشريف حتى وإن حاول المحتقنون والمتعصبون السير بها لمسار آخر وتحقيق أهداف تخالف أهدافها السامية، فهي لم تكن في يوم من الأيام مجال صراعات عرقية أو إقليمية بل على العكس توحد الشعوب وتفرض المواهب نفسها وقيمتها المالية التي تصل إلى أرقام قياسية جدا في مختلف دول العالم. العنوان لا يعني أن الهلال بطل "دوري جميل" والمتوج أمام شقيقه النصر الليلة برئيسه ونجومه وأعضاء مجلس إدارته وشرفه تأثروا بالفوز باللقب سلبا وأصابهم الغرور وأخذوا ينالون من المنافس ويشمتون إذ لم يصدر لا من الأمير نواف بن سعد والبقية إلا كل خير وفق ما هو مشاهد بعد ضمان اللقب وكانت اللغة الاحتفالية مثالية وفيها الثناء والشكر لله أولاً ومن ثم احترام المنافسين، ولم يصدر من أحد ما يسيء للمنافسة الشريفة حتى التصاريح كانت عقلانية ومقتضبة ولم نشاهد الرئيس أو أحد أعضاء الشرف والإدارة واللاعبين يمارس استفزازا ويضع أصبعه على خشمه على طريقة "الجلمبو" الشهيرة التي تمثل قمة الغرور والغطرسة وعدم إدراك أن الأيام دول والزمن سيدور حتى من قبل الصدفة أن من فعلها سواء إداريا أو لاعبا هرب من مواجهة الليلة. على المنتصر التواضع والخاسر الابتسامة والابتعاد عن الشماتة حتى وإن رأت بعض جماهير الهلال أنها تعامل بالمثل على ضوء ما فعلته بعض جماهير النصر عندما خسر الهلال أمام سيدني الأسترالي وفي المنافسات المحلية إذ لم يتوقف الأمر على الجماهير بل تخطاه إلى إعلاميين وعدوا بنحر الحواشي وتهكموا في مواقع التواصل الاجتماعي لكنهم في نهاية المطاف ليسوا بقدوة في عملهم وطرحهم. سيتواضع الهلال الليلة وسيبتسم النصر وستحضر الروح الرياضية بأشكالها وسيتبادل نجوم الفريقين القبلات والتحايا والتبريكات والقمصان وسيفرح الأزرق مهما كانت النتيجة وهو يستحق وسيشاركه النصر الفرح وهذا هو المؤمل وستطوى صفحة المباراة ومن يخسر اليوم سيفوز غدا و"الدنيا يوم لك ويوم عليك".