مع تحول «الفنون الأدائية والقولية والحركية» نحو الأغنية، و»فنون الفرجة والخيال والتشخيص»، نحو التمثيل، توفر للمواهب الصوتية والتمثيلية التبدي والتكريس، بتنامي المهارات المعززة للموهبة. وتطور وسائل التسجيل والعرض أدعى إلى تشكيل صور الظهور والتواجد، من أستوديوهات الإذاعة إلى صالات السينما وشاشات التلفزيون، وهذا ما شكل فرص النجاح والإخفاق معاً لكثير من المواهب. وعلى عقود القرن العشرين، تمظهرت صور المغنين والمغنيات، وتراكم أرشيف كبير لكبار الأسماء مثل ليلى مراد وفريد الأطرش، ونور الهدى ومحمد فوزي، وعبدالحليم، وشادية، وهدى سلطان، ووردة، ونجاة الصغيرة. وقد شكل هذا التراكم الثقافي فرصة لاكتشاف وتفعيل حناجر لاحقة، بظهور إيمان الطوخي، ولحقها كل من أنوشكا وسيمون، وصولاً إلى أنغام، وشيرين، عبدالوهاب. فقد عرفت الطوخي منذ عام 1979، قبل عام من تخرجها في قسم الإعلام -إذاعة وتلفزيون 1980، في حفل غنائي، واستطاع التلفزيون، في نشاط درامي محموم وقتها، أن يجعلها ممثلة ومغنية في أكثر من عمل كرسها، فقد انطلقت مع أوبريت «الأرض الطيبة» 1981 «حسين- السيد - محمد عبدالوهاب»، ثم ملحمة «الله ع الشعب» 1982 «مصطفى الضمراني - حلمي بكر» بحضور شرفي لفايزة أحمد، ثم كرت سلسلة فوازير»فطوطة» «1982-1984» مع سمير غانم، لحنها بكر، ومسلسل «بين السرايات» 1983، لحنه عمار الشريعي، وانتقلت إلى السينما في أفلام عدة «الحكم آخر جلسة» 1985، و»بيت الكوامل» 1986، و»دماء على الإسفلت» 1992، و»اللقاء الدامي» 1992. وعرفت الانتشار من باب ثقافة الطفل في مسلسل «كوكي كاك» 1988، لحنه الشريعي، الذي وضع ألحان مجموعتها الغنائية الأولى مع خالد الأمير «يا قمر منور» 1988، فأظهرت تمكناً من أداء الغناء العاطفي والشعبي والموشح. وعلا نجمها في المسلسل البوليسي «رأفت الهجان» 1990 من جزئه الثاني، وصارت بطلة «ألف ليلة وليلة» 1991، لحنه بكر، وتواجدت في الجزئين التاليين لمسلسل «بوابة الحلواني» في موسمه الثاني 1994، والثالث 1997. وعملت، مع تطور الأغنية العربية في العقد الأخير من القرن 20، مع الملحن عمر خيرت ومحمد ضياء في مجموعتها الثانية «النظرة الأولى» 1995 المتضح فيها مقدراتها الصوتية وتفكيرها الأدائي في الأداء الدرامي الحزين والفرح، وعرضها وجماليتها في الموال الموقع. وعلى أنها أتبعتها بالثالثة» «ابتسم لي» 1997 مع الشريعي غير أنها توقفت.. حققت الطوخي ما لم يحققه سواها لكنها كالبرق الهامس.