يشيع في الكتابات التاريخية لأعمال الشريعي عند نقاد وصحافيين الإشارة إلى الأغنية التي وضعها لمها صبري ضمن اطار الغناء الشعبي "امسكوا الخشب" (1975) بينما يتم تجاهل الإشارة الى أن أول عمل قدمه هو موسيقى المسلسل الإذاعي"عودة الروح"(1972)المتأثرة بمزاج الأخوين رحباني في زخرفات البيانو والتركيز على جملة أساسية وتفريعها بشكل حر بينما سوف يؤسس لمنهجه الموسيقي الدرامي بشكل مباشر حيث وضحت شخصيته الثقافية في المسلسل التلفزيوني"بنت الأيام"(1975) ثم فيلم "الشك يا حبيبي"(1979) لشادية حيث وضع الموسيقى والأغنيات ما شكل نقلة في مسيرتها الغنائية وصعوبة لم تعهدها في مسارات الألحان التي نقضت في بعضها ما رسخت عليه شخصيتها مع بليغ حمدي ومنير مراد. برغم أن عمار الشريعي قدم أول عمل غنائي ذي طابع درامي وصفي ضمن إطار "الأغنية الوطنية" لا يذكر أنه من أعماله إلا نادراً، وهو "أقوى من الزمن" (1973) من كلمات مصطفى الضمراني للمطربة الكبيرة شادية احتفالاً بانتصار الجيش المصري في حرب أكتوبر 1973(التي غطت عليها الأغنية الشهيرة لوردة "وأنا على الربابة" للشاعر عبدالرحيم منصور والملحن بليغ حمدي ذات العام). ومن كلمات أغنية شادية: "لما كنا صغيرين. كان لينا مكان صغير. دايما تقابلني فيه لما كنا صغيرين كان لينا حلم أخضر. في قلوبنا عشنا بيه فاكرة يا حبيبي فاكرة. فاكرة زهر البنفسج. فاكرة ظل الشجر فاكرة لمسة ايديك. وحنان نظرة عينيك أيام ما كنا نسهر. نتونّس بالقمر يضحك لنا. القمر . ونغني مع القمر واتغير الزمان.اتبدل المكان. لكن يا مصر انتي جميلة زي ما انتي. وأصيلة زي ما انتي وان خدعتني الأماني. أو ضاع حبي في ثواني أرجع لك انتي تاني. يا صاحبة المكان. يا أقوى من الزمان". هذه الأعمال المرتبطة بالدراما الإذاعية والتلفزيونية والسينمائية -ولا شك لأثر ذلك من العمل مع شادية- ستشكل مسيرته الأساسية ويضع كل الجهد في رسم مرحلة جديدة في هذا النمط المغروس في تربة الثقافة العربية بخصوبة جديدة أضافت الكثير لما قدمه في السينما كل من القصبجي والأطرش وفوزي من أغنيات درامية، وكل من حجاج ونويرة والظاهري من موسيقى تصويرية، وهي الموسيقى والغناء الدراميين. ومن هنا نستطيع قراءة مسيرة الشريعي الإبداعية في المشهد الثقافي.