في ظل تصاعد الخلافات بين الحوثيين وعلي عبدالله صالح، ألغى الحوثيون قرار تكليف وزير الخارجية في حكومة الانقلاب هشام شرف التابع لحزب صالح بمهام وزير التخطيط بسبب خلافه مع يحيى البابلي وكيل الوزارة المعين من قبل الحوثيين. ويأتي قرار الإلغاء الذي أصدره صالح الصماد رئيس ما يسمى بالمجلس السياسي، بعد محاصرة مسلحين حوثيين لمبنى وزارة التخطيط، وهو ما يكشف الخلافات المتصاعدة بين شريكي الانقلاب. من جهة أخرى، بحث الرئيس اليمني عبدربه منصور هادي خلال لقاءه في الرياض السفير الأميركي لدى اليمن ماثيو تولر مستجدات الأوضاع على الساحة الوطنية وجهود السلام المبذولة لإنهاء الانقلاب وتنفيذ القرار الأممي رقم 2216، حسبما ذكرت وكالة الأنباء اليمنية. وجدد هادي دعوته للسلام والوئام والمطالبة بإنهاء الانقلاب وإزالة أسبابه التي أدت إلى اختطاف الدولة واحتلال مؤسساتها وغزو المدن وقتل العزل الأبرياء وتهجير المواطنين الآمنين وفك الحصار على المدن في ترجمة عملية لقرارات الشرعية الدولية وفي مقدمتها القرار 2216 واستكمال تنفيذ المبادرة الخليجية وتنفيذ مخرجات الحوار الوطني الشامل. وأكد السفير الأميركي من جهته وقوف بلاده إلى جانب اليمن وشرعيته الدستورية في التعاطي الإيجابي مع السلام المرتكز على المرجعيات الثلاثة المتمثلة في القرارات الأممية والمبادرة الخليجية ومخرجات الحوار الوطني. ميدانياً، كثفت مقاتلات التحالف العربي من غاراتها على مواقع ميليشيا الحوثي وصالح في معسكر خالد بن الوليد والمواقع الأخرى في مديرية موزع غربي تعز. وقالت مصادر عسكرية ميدانية: إن مقاتلات التحالف شنت قصفاً مكثفاً ليل الأحد على تجمعات ومركبات للمتمردين شمال غرب معسكر خالد ومواقع أخرى في موزع. وكانت غارات مماثلة استهدفت مواقع وتعزيزات للمتمردين في موزع ومفرق الوازعية في مقبنة غربي تعز، أدت إلى مقتل ستة حوثيين و11 جريحاً، وتدمير عربتين. وتواصل القوات الحكومية قصفها المدفعي والصاروخي على الانقلابيين في معسكر خالد، ومواقع جبلية شرق المعسكر، وتمكنت من السيطرة على بعض المواقع. وتخوض مواجهات في مناطق أخرى في موزع. وتصدت القوات الشرعية لهجوم عنيف للمتمردين خلال ليل الأحد على مواقع الدفاع الجوي وأطراف وادي الزنوج شمالي مدينة تعز. وامتدت المواجهات العنيفة والتي صاحبها تغطية نارية مكثفة إلى منطقة الأربعين وعصيفرة شمالي المدينة حيث تبادل الطرفان قصفاً مدفعياً وذكرت مصادر ميدانية أن المعارك أسفرت عن سقوط عدد من القتلى والجرحى في صفوف المتمردين، فيما قتل أحد أفراد القوات الشرعية وأصيب اثنين في مواجهات عصيفرة. وأصيب خمسة مدنيين أحدهم بحالة حرجة في قصف للحوثيين بقذائف الموتور على حي عصيفرة. وامتدت المواجهات إلى قرى الضباب غرب تعز وبعض المناطق شرقي المدينة ودارت مواجهات ليلية عنيفة بين القوات الشرعية والمتمردين في منطقة الكدحة بمديرية المعافر جنوب غربي تعز، حيث أحرزت القوات الشرعية نوعاً من التقدم وسقط قتلى وجرحى في صفوف المتمردين في غارات لمقاتلات التحالف التي استهدف تعزيزات للمتمردين وأدت إلى تدمير عربتين عسكريتين بوادي جهم في مديرية نهم شرقي صنعاء. واستهدفت أيضاً تجمعاً للحوثيين وقوات صالح بمنطقة الرقل شمال غرب مديرية صرواح بمحافظة مأرب.