سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.
التكنولوجيا الصديقة للبيئة.. الخيار الأكثر أماناً للتخلص من النفايات الطبية أقفلت اليابان 4600 محرقة نفايات والولايات المتحدة الأميركية 2500 محرقة بسبب مخاوف بيئية
شهدت ثمانينيات القرن الماضي ازدهار محارق النفايات الطبية، وقد تم اللجوء إلى المحارق في المناطق المزدحمة بالسكان وذلك لقلة الأراضي المخصصة للردم الصحي وغلاء أسعارها. نظراً لما أحدثته حرق النفايات من أضرار بجودة الهواء والتربة أدى ذلك إلى رفض فكرة تقنية الحرق من أفراد المجتمع وخاصة بعد معرفتهم لعلاقتها ببعض الأمراض مثل السرطان الناجم عن مركبات الدايوكسين والذي تعتبر المحارق هي المصدر الرئيسي له. ولذلك بدأت معظم دول العالم تتجه إلى التكنولوجيا الصديقة للبيئة التي تعطي الكثير من الحلول العلمية المناسبة بيئياً واقتصادياً معتمدة على التدرج في مشروعات بيئية واقتصادية تهدف إلى إزالة وإقفال محارق النفايات، إذ أقفلت في اليابان وحدها نحو 4600 محرقة نفايات بسبب التشريعات البيئية الصارمة التي فرضت على انبعاثات الديوكسين الخطر عام 1999م، كما أقفل في الولاياتالمتحدة وحدها نحو 2500 محرقة نفايات. وترجح المنظمات البيئية في الولاياتالمتحدة أن يتم إغلاق أغلب محارق النفايات فيها كونها لا تراعي الأنظمة والمقاييس المعمول بها. وفي كوريا والتي كانت إلى عام 2003 م تعالج حوالي 53% من المخلفات الطبية في المحارق، أدت الاشتراطات الحديثة لانبعاثات الدايوكسين إلى إغلاق معظم المحارق الصغيرة واقتصر عمل المحارق على الوحدات الكبيرة المزودة بوحدات تحكم عالية الكفاءة في الحد من ملوثات الهواء. وبدأت هذه الدول في البحث عن تقنيات صديقة للبيئة فشجعت عملية الفرز في المصدر للنفايات وشجعت عمليات التدوير للنفايات وبحثت عن حلول وبدائل للتخلص الأمن من المخلفات الخطرة وخاصة الطبية. ومن هذه التقنيات التعقيم باستخدام البخار الساخن (121 درجة مئوية) مع ضغط عالٍ والتي تعرف بالأوتوكليف وأيضاً تقنية الميكرويف والتي تعتمد على تقطيع النفايات إلى أجزاء صغيرة ثم يتم تمرير أشعة الميكرويف القصيرة الموجة والعالية الطاقة على النفايات مما يؤدي إلى القضاء على الميكروبات الضارة. وكذلك شجعت طرق أخرى بديلة مثل المعالجة الكيميائية للمخلفات وذلك بإضافة مواد قاتلة للميكروبات الممرضة. وأما دول العالم الثالث فأصبحت مكاناً مناسباً لبيع المحارق الرديئة أو المستعلمة والتي توقفت عن العمل في دول المنشأ وأصبحت تسوق بشكل كبير في السنوات الأخيرة. ويستثنى من ذلك عدد محدود جد من المحارق المتوفرة عالمياً وبكفاءة مقبولة ولكن تكلفة شرائها العالية وصيانتها المكلفة وحاجتها لمشغلين مدربين يقف عائقاً أمام جلب هذه التقنيات، كما أن الاتفاقيات الدولية بخصوص انبعاثات الدايوكسين والفيوران الخطرة والتي زادت من صرامتها تحول دون انتشار مثل هذه التقنيات.