الموسيقى حياة بالنسبة لي وإيماني بقيمة الموسيقى رسخها إمبراطور فرنسا ذات يوم، وهو يتجاوز النبلاء الذين اصطفوا عند بابه للدخول عليه، ليعود الفنان "دافنتشي" المريض مردداً: "أنا أصنع هؤلاء النبلاء بالمئات، لكن فنانا مثل دافنتشي الله وحده القادر على خلقه". بهذه الكلمات تبدأ جنى هاشم يماني حوارها مع "الرياض" حيث نظمت مؤسستها "الأوتار" الحفل الموسيقي لعازف البيانو الهنغاري بوجاني وتقول: إنه الحفل الموسيقي الذي نظم في العاصمة الرياضوجدة هو الأول للمؤسسة بإشراف جمعية الثقافة والفنون و"الترفيه" فتح لنا نافذة على حالة فنية جديدة يعيشها المجتمع السعودي وكانت ردة الفعل رائعة، والتقبل عالٍ لدرجة أني لم أشعر بأن الفن غريب عليهم مشيرة أن الجمهور السعودي يحب التجديد ويقدر الثقافات والمواهب العالية ويتذوق الموسيقى بكل أنواعها وبما أن الموسيقى استحدثت مؤخرا رأينا حماسا كبيرا من الحاضرين والرائع أن هذا النوع من الموسيقى لاقى إعجابا أكثر من المتوقع مبينة أن عدد الحاضرين في حفل الرياض كان ما بين 350 إلى 500 وتضيف جنى إنها كانت فرصة كبيرة لدعم وتقدير وتذوق الموسيقى الكلاسيكية في السعودية. وجاءت الفرصة مع إنطلاق برنامج حافل من الحفلات الموسيقية كان آخره حفل عمر خيرات بجدة حيث إن المقدرين والمهتمين لهذا النوع من الفن موجودون بكثرة في السعودية منهم الجيل الجديد والأكثرية من الجيل الأكب. وأيضا لدينا مواهب في هذا المجال إذا وفرت لها الأسباب المناسبة ستبهر الجميع. وعرجت جنى للحديث حول مؤسسة أوتار العالمية وكيفية تنظيمه للحفلة قالت: إنه تم التواصل مع الموسيقار العالمي بوجاني بالذات لأنه يملك موهبة عالية جدا عالميا مكنته من الفوز بكثير من الجوائز العالمية. كما إنه مخترع لنوع جديد من البيانو وأبدى استعداده في مساعدة وتطوير العازفين الموهوبين لدينا ونعمل الآن للتخطيط على أمسيات موسيقية قادمة هذه السنة سيعلن عنها في الوقت المناسب مبينة أن سقف طموح المؤسسة عالٍ لتقديم أنواع أخرى مثل الموسيقى التراثية المغربية مثلا أو موسيقى الجاز، ولدينا تعاون مع السفارة المجرية في الرياض لإحضار أشهر العازفين للعزف هنا وستكون هناك اتفاقيات تعاون مع سفارات أخرى وعادت بالحديث عن تعلقها بالموسيقى الكلاسيكي خاصة. تربيت في عائلة تقدر هذا النوع من الفن وعند سفرنا كان الوالد يهمه أن نحضر فعاليات من هذا النوع دائما شخصيا تعلمت عزف البيانو ولكن أعتبر نفسي مقدرة لهذا الفن أكثر من أني ممارسة حيث عشت آخر سنوات لي في أميركا وكانت الفعاليات الموسيقية الكلاسيكية متوفرة بكثرة لجميع الأعمار وكنت أذهب مع أولادي دائما لها وعند رجوعي للبلد رأيت استعداداً جميلاً في مجال الترفيه. وتختتم جنى حوارها بتأكيدها بأنها لن نتوقف على تنيظم الحفلات بل ستعمل مع جمعية الثقافة والفنون لإرسال 20 شابا سعوديا إلى دولة المجر"هنجاري" لدراسة الموسيقى المكثفة لسنة بإشراف المايسترو بوجاني (خصوصا بعد توقيع الاتفاقية بينه وبين الجمعية) خمسة منهم يتدربون على إعداد موسيقيين مبتدئين وهو ما سيفعلونه بمجرد عودتهم للسعودية، والخمسة عشر طالبا الباقون سيدرسون الموسيقى بشكل عام وسنتكلم مع جهات تعليمية وأخرى ثقافية ومن لهم اهتمام في دعم هذه المقاعد. نطمح في المستقبل أن تكون دراسة مقدمة في المراحل المبتدئة والمتقدمة والتركيز الجامعي لمن له اهتمام أكثر في هذا المجال كاشفة أننا خصصنا نسبة 10 في المئة من مبيعات التذاكر لإنشاء صندوق يدعم إرسال موسيقيين سعوديين إلى هنغاريا لدراسة الموسيقى. العازف الشهير بوجاني جذب عشّاق الكلاسيك لمعزوفاته