بلغت نسبة المشاركة في الدورة الأولى من الانتخابات الرئاسية الفرنسية حتى منتصف نهار أمس الأحد 28.54% أي بارتفاع طفيف عما كانت عليه نسبة المشاركة في الدورة الأولى من انتخابات عام 2012 والتي كانت قد بلغت 28.29%، وأدلى المرشحون الأحد عشر بأصواتهم قبل منتصف النهار لتشجيع أنصارهم على الحذو حذوهم والسعي إلى حث الناخبين بشكل عام على عدم مقاطعة صناديق الاقتراع، وأما الرئيس الفرنسي الحالي فرانسوا هولاند الذي عدل عن الترشح لولاية ثانية لعدة أسباب أهمها عدم حصوله على الدعم الكافي من قبل أسرته السياسية أي اليسار، فإنه أدلى بصوته في حدود الساعة العاشرة صباحا في مدينة "تول" الواقعة في الوسط الفرنسي والتي كان يتولى مهام عمدتها خلال الفترة الممتدة من عام 2001 إلى عام 2008. وقد فتحت صناديق الاقتراع في الساعة الثامنة صباحا لتقفل في الساعة السابعة في البلدات والمدن الصغيرة بينما ظلت مفتوحة حتى الساعة الثامنة بالنسبة إلى المدن الكبرى. وكانت الدورة الأولى اختبارا عسيرا بالنسبة إلى خمسة مرشحين كانت عمليات استطلاع الرأي تراهم قادرين على المساهمة بشكل أو بآخر في اختيار المرشح المؤهل للفوز في أعقاب الانتخابات الرئاسية والمساهمة أيضا في تحديد معالم المسار السياسي المستقبلي لكل واحد من هؤلاء المرشحين الخمسة وهم مارين لوبين مرشحة اليمين المتطرق وإيمانويل ماكرون المرشح المستقل وفرانسوا فيون أهم مرشحي اليمين ووسط اليمين وجان لوك ميلانشون مرشح حركة "فرنسا العصية" المنتمية إلى أقصى اليسار وبونوا آمون مرشح الحزب الاشتراكي وعدد من أحزاب اليسار. وإذا كانت الدورة الأولى من الانتخابات الرئاسية قد جرت على خلفية استمرار الخطر الإرهابي، فإنها جرت في ظروف تختلف كثيرا عن ظروف الدورات الأولى المتعلقة بالانتخابات الرئاسية السابقة منها تلك التي تتصل بالجدل الكبير حول طرق إعادة الثقة بين السياسيين والمواطنين والجدل الكبير حول علاقة فرنسا بالبناء الوحدوي الأوروبي. وقال أندريه بويي المتقاعد البالغ من العمر 67 عاما في منطقة كاليه (شمال) "من المهم أن نصوت، لكن ليس لدينا كثير من الخيارات الجيدة، وبالتالي صوتت لصالح الأقل سوءا". ويبقى مستوى التعبئة بين الناخبين البالغ عددهم 47 مليونا، عنصرا أساسيا في هذه الانتخابات، في وقت كان ربعهم لا يزال مترددا في حسم خياره حتى اللحظة الأخيرة قبل الدورة الأولى. وبعد ثلاثة أيام من الاعتداء على جادة الشانزيليزيه الذي تبناه تنظيم "داعش" وأدى إلى مقتل شرطي، تم نشر خمسين ألف شرطي وسبعة آلاف عسكري في جميع أنحاء البلاد لضمان حسن سير عمليات الاقتراع. وقالت هاجر ارهماني (39 عاما) المساعدة في الحضانة التي صوتت في سيفر بالمنطقة الباريسية "لم يكن للامن دور في خياري، هناك مسائل أخرى لها الأولوية بنظري، في طليعتها البطالة والاقتصاد". وتعيش فرنسا التي شهدت منذ مطلع 2015 سلسلة اعتداءات نفذها متطرفون أوقعت 239 قتيلا، تحت تهديد الإرهاب، وهي أول انتخابات رئاسية تجري في ظل حال الطوارئ التي فرضت بعد اعتداءات 13 نوفمبر 2015 في باريس.