اتصلت بي إحدى الموظفات من إحدى الشركات تشكو إلي مشكلة حصلت معها، وكيف لها أن تخرج نفسها من هذا المأزق، وذلك دون التأثير على سجلها المهني، فنصحتها بالتوجه إلى مسؤول المطابقة والالتزام وطرح المشكلة عليهم إذ بإمكانهم مساعدتك، فإذا بها تجيبني بدهشة وذهول: أقول لك وقعت في مشكلة وتطلبين مني التوجه لمسؤول المطابقة والالتزام! لأقع في ورطة أكبر!. في نهاية المطاف تم حل قصة صديقتي بمساعدة مسؤول المطابقة والالتزام، وذلك بسبب جهلها ببعض الانظمة والتشريعات. هذه حالة واحدة من آلاف الحالات، الكثير من الموظفين يتذمرون من موظف المطابقة والالتزام ويعتقدون بأنه يتدخل في أعمالهم ولايدركون بأنه هذا الموظف وجد لحمايتهم من المخاطر المهنية المحتملة، فبالتأكيد إن عدم تفهم الموظفين وعدم تعاونهم مع إدارة المطابقة والالتزام سيكلفهم وسيؤثر سلبا على سمعتهم المهنية ومستقبلهم لاحقا. يعيش موظف المطابقة والالتزام بشكل يومي وكأنه في حالة من الصراع مع الموظفين من جهة والإدارة العليا من جهة أخرى، فها هو يعمل على التأكد من تسوية مشكلة تارة، ويشرف على طرح منتج جديد تارة أخرى، ويقوم بمراجعة المعلومات والتيقن من مطابقتها للوائح والتعليمات من جهة، هذا بالإضافة إلى متابعته كل من متطلبات الإدارة العليا ومجلس الإدارة من جهة أخرى، كما لا ننسى دوره الفعال والنشط في الرد على استفسارات وتساؤلات الموظفين، إذ يعمل جاهداً في الشركة وكأنه خلية نحل لاتكل ولاتمل من تقديم يد المساعدة والنصح بما فيه الفائدة للموظفين والشركة على حد سواء. وفي المقابل، فإن الفكرة السائدة بين البعض أنه وجد لمراقبتهم وتقييد تصرفاتهم ويجعلونه يدرك وكأنه الموظف الوحيد بالشركة الغير مرغوب به. بل من الطريف ما أخبرني به أحد المدراء بأنه كلما كان موظف المطابقة والالتزام شخصا غير محبوب من معظم الموظفين كلما كان هذا دليل على نجاحه في أداء المهمة! للأسف هذه هي النظرية الشائعة ولكن قد تحتمل نظريته بعض من الصحة!. الأدهى من ذلك عندما يتخذ بعض الموظفين ثقافة "الباب الي يجي منه الريح سده واستيرح"، محاولا إغلاق وتقليص العلاقة مع مسؤول المطابقة والالتزام وتجنب الاحتكاك فيه تماما!. يستغرب بعض الموظفين أحيانا قرارات موظفي المطابقة والالتزام غير مدركين بأنهم يرون بنظارتهم الخاصة وليس بنظارات الموظفين الاخرين ويتكلم بناء على مرجعية من التشريعات وأنظمة الشركة. ختاما، رسالتي إلى الجميع: حاول أن تثق دائما بموظف المطابقة والالتزام واعمل على كسر الجمود والحاجز بينك وبينه وبادر باستشارته وسؤاله دون تردد وكن على يقين أنه وجد لخدمتك ومساعدتك على تطبيق التعليمات مما سيصلك إلى بر الأمان والراحة، ولا تنسى أن تلقي التحية عليه كل صباح مع الدعاء له بالتوفيق والثبات، لأن إيجاد موظف لأداء هذه المهمة والعمل بالطريقة العنكبوتية ليس سهلا أبداً!، وتذكر بأن أبواب موظفي المطابقة والالتزام مفتوحة للجميع. ولايغيب عني أن أشير بأن الإشاعة المتداولة عنهم بأنهم لا يجيدون الابتسامة ومتميزين بالعبوس فهي غير صحيحة على الإطلاق! ودمتم سالمين.