مع تطور وسائل التكنولوجيا في وقتنا الحاضر، وظهور مواقع التواصل الاجتماعي، وانتشار أجهزة الجوال المزودة بكاميرات ذات جودة عالية ووجود تطبيقات مختلفة تساهم في سهولة المشاركة والتواصل، أصبحنا نشهد في الفترة الأخيرة انتشار ظاهرة التصوير بشكل كبير بين الأفراد خاصة من هم في مرحلة المراهقة، ويتمثل ذلك في التقاط صور لانفسهم أو للحظات حياتهم ومناسباتهم المختلفة ومشاركتها مع أصدقائهم. لدرجة أن البعض لا يترك لحظة في يومه إلا ويقوم بتصويرها وتوثيقها وإضافة التعليقات عليها. وكشفت ل"الرياض" المحاضر بقسم علم النفس بجامعة الملك عبدالعزيز بجدة الاستاذة خلود بنت خالد ناصر عن السبب العلمي وراء انتشار هذه الظاهرة وبكثرة سنجد أن هناك العديد من التفسيرات والنظريات التي تتعلق بهذا الموضوع من ضمنها رغبة الشباب في الشعور بالإندماج الإجتماعي مع رفقائهم وزيادة مشاعر الترابط فيما بينهم ،مما يكسبهم الشعور بالرضا عن النفس وتأكيدها في المجتمع ، ورغبتهم الملحة في تقديم تصورات عن ذاتهم بواسطة مشاركة لقطات الصور ومقاطع الفيديو ، وبناء على ذلك كلما حصل الشاب على تعليقات أكثر ولايكات أكثر على صوره كلما رفع ذلك من مستوى تأكيده وتحقيقه لذاته .وأشبع لديه العديد من الحاجات النفسية واضافت الاستاذة خلود الأثار المترتبة على هذه الظاهرة نجد أن لكل تطبيق فوائده ومساراته التي خصص لها، وأود أن أخصص الحديث عن تطبيق " سناب شات " حيث أنه يعد التطبيق الأشهر الأن المتداول بين أوساط الشباب، فالسناب شات مثله مثل أي أداة أخرى يمكن أن يحمل محتوى سلبيا ومحتوى إيجابيا وبنفس الوقت ينطبق عليه ما ينطبق على أدوات التواصل الاجتماعي الحديثة من فوائد وأخطار، ويعتمد ذلك على كيفية استخدامه وقضاء الوقت فيه فمن الأثار الإيجابية لاستخدام هذا التطبيق أنه يسهم في إشباع إحتياجات مستخدميه من تعزيز الإنتماء والحصول على الإعجاب وتحقيق للرفاهية النفسية والإجتماعية والتعبير عن الهوية وأمكانية تخطي حاجز الخجل، كما أنه يساعد الشباب على إدراك أنفسهم من خلال أراء الغير وانطباعاتهم عنهم. وتعد متابعة بعض الأشخاص وهم يضعون مقاطع فيديو لبعض الأماكن التي يزورونها مصدرا للمتعة والفائدة حيث أننا نتعرف من خلال ذلك على مناطق وثقافات مختلفة ونحن في أماكننا. وبينت أن الأثار السلبية يكمن في طريقة إستخدام التطبيق ومدة الوقت الذي يستغرقه في التقاط مقاطع الصور والفيديو ، فنحن نلاحظ مثلا وجود بعض المستخدمين الذين يحققون الهدف الأساسي من التطبيق من حيث إفادتنا بخبراتهم وعلومهم ومحاولتهم لتغذية العقول ببعض العلوم المهمة والمفيدة التي تسهم في رفع وعي المجتمع ، وكذلك كتابة بعض العبارات الإيجابية التي تسعد النفوس وتعطيها الطاقة الإيجابية للمزيد من العمل والنجاح ، وفي المقابل نجد للأسف بعض المستخدمين الذين يقضون جل وقتهم لتصوير مقاطع حياتهم الخاصة بلا استثناء الامر الذي يؤدي إلى كشف عورة الخصوصيات وانتهاكها دون المقدرة على التمييز بين ما يستحق النشر من عدمه .وحصول مشكلات جمة دمرت العلاقات الإجتماعية والأسرية على مستوى الاهل والأصدقاء ، مما ساعد على تشكيل و ظهور سلوكيات مرضية في استخدام التطبيق تمثلت في الإدمان عليه وعدم الإستغناء عنه حتى لدقائق معدودة . وقالت ناصر من هذا المنبر الاعلامي أود أن أشير إلى أهم الخطوات التي تساعد في التخلص من الإدمان على استخدام مواقع التواصل الإجتماعي بشكل عام أولا: الإعتراف بوجود مشكلة سلوكية تعيق على تحقيق التكيف الأمثل مع البيئة وهي الإدمان على المشاركة في مواقع التواصل، فالإعتراف بالمشكلة هو أصل الحل ثانيا: العمل على تحديد الأولويات والاهداف، وإيجاد المعنى الحقيقي للحياة. ثالثا: محاولة تنظيم الوقت بين أداء المهمات والمسؤوليات (العلمية والعملية والحياتية) وبين الترفيه عن النفس، بحيث يكون تنظيما صارما يقلص الوقت العشوائي التي يقضيه في برامج التواصل ولا يتم التصفح إلا بعد الإنتهاء من جميع الأعمال الضرورية رابعا: محاولة إيجاد الميول والرغبات والهوايات الاخرى غير المشاركة في مواقع التواصل، وممارستها خلال اليوم، فذلك يلهيك عن الإستمرار في قضاء الوقت مع هذه البرامج خامسا: خلق فترات معينة نصوم فيها عن استخدام برامج التواصل، كأن ننقطع عنها مدة يوم واحد في الأسبوع، فهذا سياعد على التعود عن الإبتعاد عنها تدريجيا