بدأت صباح أمس الجمعة عملية اجلاء آلاف المدنيين والمقاتلين من أربع مناطق سورية محاصرة هي الفوعة وكفريا في إدلب، ومن مدينتي الزبداني ومضايا وذلك بموجب بين المعارضة السورية والنظام. ووصلت 75 حافلة و20 سيارة اسعاف آتية من بلدتي الفوعة وكفريا الى منطقة الراشدين التي تسيطر عليها المعارضة غرب مدينة حلب وتنتظر حاليا لتكمل طريقها الى المدينة، وفق مراسل فرانس برس في المكان. ومن المتوقع بموجب الاتفاق اجلاء جميع سكان الفوعة وكفريا الذين يقدر عددهم ب16 الف شخص، مقابل خروج من يرغب من سكان مضايا والزبداني، بحسب المرصد السوري لحقوق الانسان. واكد مدير المرصد رامي عبدالرحمن انه خرج حتى الآن 5000 شخص من الفوعة وكفريا، «هم 3700 مدني و1300 مقاتل»، فضلا عن 2200 بينهم «ما لا يقل عن 400 مقاتل» من مضايا واشار الى ان مقاتلي المعارضة في الزبداني الذين «لا يتجاوز عددهم 150 مقاتلا» ينتظرون اجلاءهم في وقت لاحق. وتأجل تنفيذ الاتفاق لأسباب عديدة بينها ان سكان البلدات الاربع أعربوا عن تحفظاتهم، وبعد طول انتظار، بدأ تنفيذ المرحلة الاولى منه الاربعاء عبر تبادل الطرفين عدداً من المخطوفين، ولا تزال الحافلات وسيارات الاسعاف من الفوعة وكفريا تنتظر في منطقة الراشدين حيث يخرج الركاب بين الحين والآخر لقضاء حاجاتهم. ومن المنتظر ان تصل حافلات مضايا بعد ساعات الى منطقة قلعة المضيق الواقعة تحت سيطرة النظام السوري في حماة (وسط) قبل ان تكمل طريقها الى محافظة ادلب. والمناطق الاربع محور اتفاق سابق تم التوصل اليه بين المعارضة والنظام برعاية الاممالمتحدة في سبتمبر 2015، ينص على وجوب ان تحصل كل عمليات الاجلاء بشكل متزامن، وكانت الاممالمتحدة نبهت مرارا من الوضع الانساني الصعب الذي تعيشه هذه البلدات، وفي الاشهر الاخيرة، تمت عمليات اجلاء في مدن عدة كانت تحت سيطرة المعارضة ومحاصرة من قوات النظام، لا سيما في محيط دمشق، وتعد ادلب وجهة لعشرات الالاف الذين تم اجلاؤهم بموجب هذه العمليات. وتصف المعارضة عمليات الاجلاء بانها «تهجير قسري» يسعى من خلالها النظام السورية إلى احداث «تغيير ديموغرافي» في البلاد.