* الإمساك لدى الأطفال هو نفسه لدى الكبار، يختلف فقط في أن الطفل لا يستطيع التعبير على أنه يواجه مشكلة، فالبالغ يقول لك وللطبيب عن الأعراض التي يشعر بها، والأمور التي يعاني منها، بينما الطفل لديه وسائل تعبير وأدوات لغوية بسيطة، في حين أن التبرز لدى الطفل يجب أن يكون بشكل يومي وهنا يكون دور الأم التي تتابع وتلاحظ وتهتم، عن الأم التي قد لا تلاحظ حتى تتفاقم الأمور لدى الطفل وتبرز كمشكلة كبيرة. أيضاً في مجال البرنامج العلاجي، لا يمكن إعطاء الطفل أدوية على شكل حبوب يتم تناولها بالفم ولكن يمكن إعطاؤه الدواء على شكل بودرة أو سوائل (شراب) أو على شكل تحميلة، وهو الأمر الذي يختلف عنه لدى الكبار حيث يمكنهم تناول الحبوب الدوائية، كما يختلف الأمر من ناحية الجرعات وعدد مرات التكرار لتناول كل دواء، كما أن الطفل يحتاج إلى متابعة الأسرة بينما البالغ يستطيع القيام بالأمر بنفسه فيتناول الدواء في الأوقات المحددة ويعطي للطبيب المعالج ملاحظاته حول تأثير الدواء. قبل أن نتحدث عن علاج الإمساك، دعونا نتعرض وبعجالة للأدوية التي تسبب الإمساك، فالطفل قد يعاني من بعض العوارض الصحية التي تستدعي تناوله أدوية للتخلص منها، فتقوم هذه الأدوية بإحداث الإمساك كتأثير دوائي جانبي، وذلك مثل بعض الأدوية التي تعالج بعض أنواع الصرع، كذلك بعض أدوية البرد والتي تحتوي على مضادات الهيستامين، كذلك بعض أدوية الاكتئاب، وبعض الأدوية المخدرة والمسكنة للآلام مثل الكودايين وليس الأدوية المسكنة المعتادة، ومن الأدوية المسببة للإمساك الأدوية الكيماوية لدى مرضى الأورام من الأطفال، كذلك المكملات الغذائية مثل الحديد والكالسيوم. بينما يعالج الإمساك لدى الأطفال ببعض الملينات للبراز مثل (docusate) حيث يعمل على تليين البراز فقط، وأدوية تعمل على تنشيط حركة الأمعاء لتحدث خروج البراز مثل (polyethylene glycol) وهي تقوم بتليين البراز وتتطلب شرب كميات من المياه معها، مما يعني وجود شخص مشرف على تناول الطفل لهذا الدواء، وهناك أنواع أخرى من أدوية الإمساك ولكنها تستخدم فقط للكبار، وهذه الأدوية قد تسبب نوعاً من الانتفاخ والغازات لدى الطفل. من المهم جداً متابعة الطفل أثناء علاج الإمساك وملاحظة كل التغيّرات التي قد تطرأ، وبالتالي نقلها للطبيب المعالج، بحيث عند انتظام البراز (عدد المرات - وعودته لشكله الطبيعي) لدى الطفل يمكن تقليل الجرعة المستخدمة أو التوقف عن استخدام الدواء وذلك عند التوقف عن تناول الأدوية التي تسبب الإمساك، كما أنه من المهم جداً القيام بالدعم النفسي والتشجيع، فالأمر قد يكون غريباً ومحرجاً للطفل خصوصاً في الأعمار القريبة من سن المدرسة، بينما لدى الأطفال الأصغر سناً قد لا يتوضح هذا الجانب كثيراً ونقصد الإحراج، فكلما كان الطفل أصغر سناً كلما قل تعبيره عن الأعراض ولكن لا يجد حرجاً في التعبير عنها. ونعيد التذكير بأهمية مراقبة عادات الخروج إلى الحمام، وعدد المرات ونوع البراز، والتأكد من عدم وجود دم، وسؤاله بشكل دائم هل يحس بألم أثناء التبرز، أو أية آلام في البطن، كما أنه من الطبيعي التركيز والاهتمام بالتغذية السليمة والصحية، مثل الأطعمة التي تحتوي على الألياف كالخضار والفواكه، وهذه الأمور يمكن الاستعانة برأي أخصائي التغذية أو الطبيب المعالج للاهتمام بها. * قطاع الرعاية الصيدلية