أ. سوسن ضاهر * قد يعاني الأطفال الذين يقعون تحت تأثير الإهمال العاطفي من أحد أو أكثر الأعراض التي تدل على وجود إهمالاً عاطفياً، فإن العدوانية المفرطة، والسلوك المخرب والهجومي مع الآخرين، وظهور مشاكل في النوم أو الكلام، وعدم الاندماج في نشاطات اللعب وصعوبة التفاعل مع الأطفال الآخرين، ووصف الطفل ذاته بعبارات سلبية، والخجل والسلبية، والتطلب الشديد، كل ذلك ما هو إلا مؤشرات سلوكية لدى الطفل تظهر وجود الإهمال العاطفي. ومن المؤشرات الظاهرة الناتجة عن الإهمال العاطفي، القذارة وعدم النظافة، انبعاث رائحة كريهة من الطفل، الشعر الوسخ أو غير الممشط، الملابس الضيقة جدا أو الواسعة جدا أو القذرة، عدم مناسبة الملابس للجو، ترك الطفل وحيداً دون مراقبة لفترات طويلة من الوقت، ويتعين ملاحظة أن هذه الحالة هي من أهم أسباب موت الأطفال وأكثرها شيوعاً. وهذا يقودنا إلى الحديث عن مؤشرات تدهور صحة الطفل التي تحدث نتيجة الإهمال العاطفي مثل: الضعف والإحساس بالإعياء بسهولة، انتفاخ أسفل العينين، الهرش والحكة والطفح الجلدي، كثره الإصابة بالإسهال. بينما تظهر مؤشرات الإهمال العاطفي على سوء التغذية حين نرى الطفل يقوم بتسول أو سرقه الطعام، والإحساس الدائم بالجوع، ابتلاع الطعام والتهامه دون مضغ، وخزن الطعام. أما مؤشرات الإهمال لدى الرضع والأطفال الصغار فإنها تظهر على شكل ضعف الاستجابة لمداعبات الكبار، قله الابتسام أو البكاء أو الضحك أو اللعب، التصرفات العصبية كهز الرجلين وضرب الرأس ومص الإصبع، سرعة الهيجان والهدوء، عدم اللجوء للوالدين للمساعدة أو التهدئة، الإفراط في الحركة أو قلة الحركة. أما المؤشرات لدى أطفال المدرسة وهو الأمر الذي يجب أن يلتفت إليه المدرسون، فهو مثل البكاء لأقل سبب، النوم في الصف، المجيء إلى المدرسة باكراً وعدم الرغبة في العودة إلى المنزل، الافتقار إلى الثقة في النفس، الامتناع عن حل الواجبات المدرسية، تمزيق ورقة الواجب بعد حلها، تمزيق الكتب، النشاط المفرط أو الخمول، القسوة في التعامل مع الأقران في الصف، الكذب، السرقة، الكسر والتخريب في المدرسة. لذا فإن الإهمال العاطفي مدمر جداً للطفل في جميع المراحل العمرية وينتج عنه إنسان عاجز، فاقد الثقة بنفسه، والنتائج المتوقعة للطفل الواقع تحت تأثير الإهمال العاطفي تشمل: عدم الإحساس بالأمان، سوء الإحساس بالذات، السلوك المدمر، استخدام الكحول، التدخين، أو المخدرات، الانتحار قد يكون النتيجة، يصبحون مهملين لأطفالهم عندما يكبرون، الإهمال التام يؤدي إلى وفاة هؤلاء الصغار. عند ملاحظة مثل هذه المؤشرات لدى الطفل سواء في البيت أو في المدرسة، فيجب اتخاذ الخطوات اللازمة، من تلمس الأساليب الصحيحة والمناسبة في التعامل، واستشارة أخصائي التربية، وعلم نفس الأطفال، ولنتذكر معاملة الرسول عليه الصلاة والسلام ورحمته بالأطفال ومداعبته لهم ولنتعلم كيف نحذو حذوه مما سيضفي على الطفل الشعور بالاستقرار العاطفي وسيعلمه حب الآخرين وسيشعره بالسعادة لوجوده في هذا العالم ويبعد عنه شعوره بالكراهية والحقد على الآخرين وعلى المجتمع. * قسم التثقيف الصحي