أكدت اختصاصية علم النفس إلهام حسن، أن انفصال الوالدين سبب لإصابة الأبناء بالاكتئاب، ومن 1-2% من الأطفال الذين تتراوح أعمارهم بين 4-6 سنوات يصابون بالاكتئاب، ويعد من النادر جداً أن يصاب الطفل في عمر الشهور بهذا المرض، ويمكن ملاحظة الاكتئاب لدى الأطفال منذ سن الثلاث سنوات، ويعود ذلك إلى غياب رعاية الطفل والاهتمام به. ويمكن ملاحظة الاكتئاب لدى الأطفال منذ سن 48 شهراً وذلك في حالة غياب الرعاية للطفل نتيجة «موت الأم أو طلاقها أو عدم شعوره بالدفء والطمأنينة» وتضيف: تظهر في هذه السن بعض الأعراض على الطفل كفقدان الشهية والامتناع عن تناول الطعام والبكاء المستمر وفقدان الوزن، وحتى إذا أكل الطفل فإنه لاينمو بالشكل السليم بل ينكمش ويفقد وزنه وربما تسوء حالته ويفقد حياته، وأوضحت حسن أنه غالباً ما ترجع الإصابة بالاكتئاب لدى الأطفال إلى العوامل الخارجية المحيطة بهم، الاجتماعية والنفسية التي تؤثر في مسار حياتهم بشكل كبير. وعن أعراض الإصابة بالاكتئاب لدى الأطفال، أوضحت حسن أنها تتشابه مع الأعراض التي تحدث لدى البالغين، لافتة إلى أنها تظهر في عدة مؤشرات، من بينها شعور الطفل بالحزن على الدوام، وفقدانه للدافعية، وإصابته باضطرابات الطعام، واضطرابات النوم، والبكاء المستمر وفقدان الشهية والعزلة والانطواء والأحلام المزعجة التي تأتي له ليلاً والتبول اللا إرادي، وضعف التركيز وعدوانية الطفل تجاه الآخرين، وكذلك قلة شعوره بتقدير ذاته، وتشير إلى أن كثيراً من الأهالي يجهلون أعراض هذا المرض، لأن الطفل في تلك السن المبكرة لايستطيع أن يعبر بصورة واضحة عما يشعر به من ضيق، فيترجم ذلك بتلك الأعراض، إضافة إلى السرقة أحياناً والكذب، ويظهر الاكتئاب كذلك في صورة الامتناع عن الكلام أو ما يطلق عليه في علم النفس ب»الخرس الاختياري» ويتمثل في عدم القدرة على الكلام في مواقف محددة، علماً أن سبب هذه الحالة هو أسلوب التربية الذي يؤدي إلى اهتزاز ثقة الطفل بنفسه وخوفه من العقاب البدني في حال التعبير عن مشاعره وانفعالاته. مشيرة إلى أنه غالباً ما يتم علاج هذا الاكتئاب للأطفال من خلال العلاج السلوكي أو العلاج بالمحادثة، أما إذا تراوحت شدة الاكتئاب لدى الطفل بين المتوسطة والشديدة فعادةً ما يُمكن علاجها من خلال مضادات الاكتئاب، وهي آمنة إذ أعطيت من قبل طبيب مختص، فضلاً عن العلاج بواسطة اللعب وهو تحليلي يداوي الطفل سواء كان منفرداً أو وسط جماعة من الأطفال.