في كل موسم رياضي تبذل الأندية السعودية جهوداً كبيرةً في جلب اللاعبين الأجانب، الذين بقدرتهم تقديم الإضافة الفنية التي تليق بلاعبٍ أجنبي يحدث فارقاً فنياً مختلفاً عن أقرانه من المحليين، وضريبة ذلك بالتأكيد مبالغ طائلة وملايين تقدم بهدف جلب الأجنبي الأفضل. وعلى الرغم من كل الجهود في كل موسم إلا أن الأندية السعودية تفتقد لعين ومجهر الخبير في اختيار اللاعب الأجنبي، من حيث الإمكانات أو حاجة الفريق مما يزيد من نسبة النجاح، ومقابل ذلك خسرت الأندية السعودية مبالغ طائلة أدخلتها في نفق مظلم من الديون، بسبب سوء الاختيار والذي يحدث باجتهاد إداري أو رأي فني لا يخلو من السمسرة والبحث عن مزيدٍ من الأموال. نادي الأهلي جلب السوري عمر السومة بمبالغ بسيطة لا تصل إلى نصف ما يتحصل عليه لاعب معطوب يحمل اسماً كبيراً، وقدم نفسه بشكل مختلف جعله في أقل من ثلاثة مواسم أن يكسر حاجز المئوية من حيث تسجيل الأهداف في المسابقات السعودية، وتوج ذلك بتتويجه هدافاً ل"دوري جميل" للمحترفين في الموسمين الماضيين وفي طريقه للظفر بذات اللقب في الموسم الحالي. التعاقد مع الهداف السوري جاء بنظرة فنية ثاقبة دون النظر إلى جنسية اللاعب العربية أو تجربته في الدوري الكويتي، ليظفر الأهلي بلاعبٍ مميز ثبت أقدامه اسماً لامعاً في تاريخ النادي العريق في مدينة جدة. وفي الضفة الأخرى من المدينة الساحلية يجد الاتحاد نفسه في مأزق مع العديد من القضايا التي جعلته خصماً للاعبين الأجانب، أبرزهم الغاني سيولي مونتاري الذي تم التعاقد معه بمبالغ طائلة دون أن يجد مردوداً سوى خسائر مالية وشكاوى وصلت لأعلى سلطة رياضية، مما يوضح الفارق الكبير في التعامل مع اختيار اللاعبين الأجانب في الناديين، وتؤكد بما لا يدع مجالاً للشك بأن التعاقدات لا تعتمد على تاريخ واسم اللاعب والمبلغ الذي سيتم دفعه، وإنما عوامل مختلفة أبرزها الحاجة للاعب ومدى الإضافة الفنية التي يقدمها للنادي. سيولي مونتاري