تحدثت في مقالي (اللغات ونشاط المخ) بجريدة "الرياض" الغراء 27يناير2017 عن إمكانية زيادة القدرة الذهنية او التذكر النشط أو محاربة أعراض الزهايمر من خلال تعلم أكثر من لغة. وهذا يمكن أن يحفز المخ بشكل مستمر، ويجعل الإنسان أكثر قدرة على التغلب على مشكلات النسيان وضعف الذاكرة. وقد ثبت علمياً أن استخدام اللغة يتركز في النصف الأيسر من المخ في منطقتين هما منطقة بروكا المرتبطة بالنطق والكلام، ومنطقة فيرونيك المرتبطة بالفهم والإدراك. ويؤدي التلف الذي يمكن أن يحدث في هاتين المنطقتين، مثل السكتة الدماغية وغيرها إلى مشكلات في النطق واللغة، وربما إلى فقدان القدرة على الكلام. ومع ذلك فقد اكتشف الأطباء المختصون أن اللغة ليست محصورة فقط على هاتين المنطقتين، وإنما يكون بإمكان المخ أن يستوعب مزيداً من اللغات في كل أجزائه. وتشير الأبحاث إلى أن الكلمات ذات المعنى المتقارب في مختلف اللغات تتجمع في مسارات متقاربة لدى الأشخاص الذين يتقنون أكثر من لغة واحدة. وقد أجريت تجربة علمية في عام1999م على مجموعة من الأشخاص ثنائي اللغة، يتحدثون الإنجليزية والروسية لمعرفة تصرفهم عند نطق بعض الكلمات المتقاربة في اللغتين. وطلب منهم باللغة الروسية وضع(الطابع) تحت الطاولة (ويعني الطابع باللغة الروسية marka). وتشبه في نطقها كلمة (marker) باللغة الإنجليزية التي تعني القلم الخطاط. وكشف تتبع أعينهم أنهم ظلوا يتنقلون بأعينهم بين القلم الخطاط والطابع الموجودين فوق الطاولة، ولكنهم اختاروا أخيراً الطابع الذي تدل عليه الكلمة (marka). ويبدو ان أطباء الجهاز العصبي يحاولون استخدام التقنية المتقدمة لمعرفة المناطق المتشابكة في الدماغ والتي توجد بها الكلمات والخواطر والأفكار. وإذا نجحوا في ذلك فمن المحتمل أن يتم الاتصال بين الأشخاص الذين لا يستطيعون الكلام من خلال الاتصال من دماغ إلى آخر عبر الإنترنت، أو تخطي مشكلات النطق، والوصول إلى لغة العقول او الأدمغة، والتعبير عن أنفسهم وأفكارهم بشكل واضح ومفهوم.. والله تعالى أعلم.