فيما تتظافر الجهود، وتتصاعد الأصوات مطالبةً بوضع حدٍ للتعصب الرياضي والتفاف الجميع حول "الأخضر" الذي يمر بمنعطفٍ في مشواره نحو المونديال الروسي، واستثمار الانتصار المهم على تايلاند، واقتراب المواجهة الأهم أمام العراق لزيادة وحدة الجماهير واتحادها حول منتخب بلادها، ووقف كل العراكات حتى إشعارٍ آخر، يصرُّ "الإعلام الأغبر" على نسف كل جهود العقلاء، والاستمرار في نهج الطرح المتعصب الذي يُفرِّق ولا يجمع، ويضرُّ ولا ينفع! "سخيفة" رياضية متخصصة وضعت عنوانًا بارزًا في صفحتها الأولى بعد فوز المنتخب السعودي على تايلاند، مشيرةً إلى معادلة مهاجم المنتخب محمد السهلاوي لنجم الكرة السعودية وأسطورتها سامي الجابر في معدل التهديف في تصفيات كأس العالم: "السهلاوي يحطم سامي"، وفي الداخل أضافت عنوانًا لا يقل سفاهةً عمَّا يمكن أن يردده مشجع مراهق ومتعصب، قالت فيه: "السهلاوي حطَّم في ثلاثة أعوام رقم سامي الجابر الذي حققه في 20 عامًا"! معادلة السهلاوي للرقم التهديفي المسجل باسم الجابر هداف المنتخب السعودي التاريخي في تصفيات كأس العالم حدث يستحق الإشارة والإشادة والتهنئة لمهاجم خلوق ومنضبط ومازال لديه الكثير كالسهلاوي، والجميع فرح له، وسنفرح له ولكل نجم آخر يتمكن من تحطيم الأرقام الأخرى المسجلة باسم أساطير الكرة السعودية، وسنرجو أن يُحطم أحدهم رقم سامي التهديفي في نهائيات كأس العالم، وسنحتفل ونفرح بكل ما يسجل باسم الأخضر، ويجلب له الانتصارات ويقوده للإنجازات، لكن التعاطي مع الأمر بتلك العناوين الرخيصة، وبهذه الطريقة التافهة يزيد من التعصب، وينسف كل جهود العقلاء لإعادة توحيد صفوف الجماهير حول منتخب الوطن! الطريف في الأمر؛ أنَّهم اعترفوا من حيث لا يشعرون بما حرصوا على تجاهله لسنوات، وتذكروا فجأة أنَّ سامي الجابر هو هداف المنتخب في تصفيات كأس العالم، وأرجو أن يأتي من يحطم رقمه التهديفي في المونديال ليتذكروا أنَّ سامي هو هداف المونديالات، كما أنهم شهدوا لسامي من حيث ظنوا بغبائهم أنهم يسقطون عليه حين قالوا انه قد حقق ما حققه في 20 عامًا، إذ أكدوا بذلك أنه نجم استثنائي استطاع أن يواصل العطاء طيلة 20 عامًا ظهر خلالها عشرات النجوم واختفوا وبقي سامي يعطي الوطن 20 عامًا، ويقود الأخضر لأربعة مونديالات، إضافة إلى أنهم يقرُّون بسامي كقدوة وأسطورة حين يتسلطون ويسلطون الضوء عليه، ويتناسون بقية النجوم الذين يصنفونهم دائمًا ضمن أساطير الكرة السعودية، بعضهم لم يستطع أن يحقق ما حققه سامي في 20 عامًا، والبعض الآخر لم يستطع أن يبقى 20 عامًا!