جميلة هي لغة الأرقام، فهي لا تكذب إطلاقاً ولا يمكن وليس من المفروض العبث بها، والأرقام تقول إن السهلاوي أصبح يحمل الرقم الأعلى للتسجيل للمنتخب في عام واحد، وهو يستحقه بلا منازع؛ كونه وضع له بصمة تقريباً في جميع مباريات منتخبنا لهذا العام، واستحق أن يكون هداف العالم، وذلك إنجاز يحق لنا جميعاً أن نفخر به؛ كونه مسجلاً باسم لاعب سعودي خدم منتخب بلاده بإخلاص وتفان، وحقق هذا الإنجاز بعيداً عن تلك النظرة الضيقة المتعصبة والمتعلقة بجماهير الأندية مع وضد النصر والذي يلعب له السهلاوي فالإنجاز سعودي للاعب سعودي! محمد السهلاوي ولد نجماً منذ نعومة أظافره وهو يتلمس طريق المرمى بسهولة، وغالباً يتواجد في المكان المناسب في اللحظة المناسبة، ومثال على ذلك هدفه الخامس في تيمور وهدفه الأول في الشقيق الإماراتي، فهو يجيد التمركز داخل منطقة الجزاء، وتوقيته ممتاز في الكرات العالية، وإن كان كلاعب لا يمتلك الكثير من المهارات الفردية، ولكنه يعوضها بحسن التمركز والإمضاء على اللمسة الأخيرة، وهذا هو المطلوب في مباريات كرة القدم!. يتميز السهلاوي بطيبة متناهية (كما هم أهل الأحساء دائماً)، وأخلاقه عالية جداً، ويلعب بإخلاص وبلا كلل ولا ملل، وأهمس في أذنه بالابتعاد عن الاعتراضات على الحكام والعصبية الزائدة؛ لأن ذلك كفيل بإخراجه عن جو المباراة وفقدان التركيز مما يسبب عدم الاستفادة من وجوده في الملعب سواء لناديه أو المنتخب!. بنهاية الجولة السادسة من تصفيات آسيا لكأس العالم وكأس آسيا، فقد تأهل كل من قطر وكوريا الجنوبية رسمياً للمرحلة الحاسمة لتصفيات كأس العالم 2018، بينما لا تزال المنافسة مفتوحة في المجموعات الأخرى. وفي مجموعة الأخضر انحصرت المنافسة على المركز الأول بيننا وشقيقنا الإماراتي، ولا يزال الأخضر يتقدم بثلاث نقاط، ورصيده من الأهداف جيد، ومن المتوقع أن يزيد الفارق التهديفي في الجولة القادمة بعد حوالي 4 شهور حينما يلتقي الأخضر بماليزيا. الجمعة تعود رحى المنافسات المحلية ومعها يعود الصخب والحماس، والذي أتمنى أن يكون داخل الميدان، بعيداً عن أروقة التويتر والإعلام، فالنقاط تتحقق في الملعب فقط، ونصيحة خاصة للنادي الراقي وجماهيره عودوا إلى الملعب واتركوا كثرة الكلام ومحاولة الظهور كالمظلوم والمحارب من قبل الاتحاد السعودي لكرة القدم، فكل ذلك لن يجلب لكم إلا فقدان التركيز والابتعاد عن المنافسات والعودة إلى الوراء، ففريقكم حالياً الأفضل أفراداً وتكتيكاً وإبداعاً فلا تأخذوه خارج الميدان. شقيقنا أهلي دبي في مهمة صعبة ظهر السبت، فهل يكون له ولنا مع الفرح موعد، ويكون بطلاً لآسيا أمام غوانزو وجماهيره الغفيرة وكل الدعوات القلبية له بالتوفيق والفوز. الإتي والراقي، أتوقع أن يكون «دربي» كامل الدسم وبأهداف وفيرة ستتعدى الخمسة بإذن الله. لغة الأرقام لا تكذب، ولنا في تلك اللغة مقال قادم في وقت مناسب وبعيد عن التعصب والألوان.