"اختفت حوالي نصف أشكال الحياة التي يعرفها البشر". يعلن بول إرليخ بينغ أستاذ الدراسات السكانية بجامعة ستانفورد، ويناشد كل من يطلع على تقريره أن يقوم بإعادة نشره كحملة عالمية للدفاع عن الحياة، ومن هذا المنطلق أعيد نشر هذا التقرير الخطير الذي يقول: يرجع السبب الأول لانقراض الحياة إلى: تغير المناخ. فمنذ 1978 ونحن نسهم في تسخين الكوكب بسبب استخدامنا للوقود الأحفوري وقطعنا للغابات. كما أن الشعب المرجانية هي أيضاً متعرّضة للمعاناة. والمحيطات الحارّة والحمضية تؤدي الى شيخوخة الشعب المرجانية التي تتحول للأبيض. ويخشى العلماء أن الشعاب المرجانية كما نعرفها يمكن أن تختفي بحلول عام 2050 إن لم نسارع للتحوّل إلى استخدام مصادر الطاقة النظيفة. وهذا له عواقب حقيقية فأشخاص مثل ليديا التي تعيش على جزيرة نائية قبالة مدغشقر، حيث ليس هناك مياه عذبة، ولا وظائف. فهي تعيش كبقية سكان الجزيرة على الأخطبوط والأسماك من الشعاب المرجانية. تقول ليديا: "نحن أقرب للأموات بسبب تبييض الشعب المرجانية". السبب الثاني: الزراعة: لقد حول الناس 37٪ من سطح اليابسة الى مزارع ومراعي حسب تقرير البنك الدولي 2000. وبالإضافة الى المساحات التي نحتلها نحن البشر والمساحات التي بنيناها لتعيش فيها الماشية، كل ذلك أدى الى انحسار المساحات المزروعة. هنالك أيضاً عواقب وخيمة في الغابات المطيرة. فإنسان الغاب على حافة الانقراض لأننا حولنا بيئته التي يعيش فيها الى مزارع زيت النخيل. النحل أيضا يعاني، فأكثر من 25٪ من النحل في الولاياتالمتحدة معرض لخطر الانقراض. ويعتقد أن استخدام مبيدات الآفات بالاضافة الى الأوبئة هي التي تتسبب في هذا التدهور. وهذا مثير للقلق. فالنحل يساعد في تلقيح 35٪ من النباتات المنتجة للمواد الغذائية في العالم وهي خدمة تقدر بمليارات الدولارات سنوياً. والنحل متنوع أكثر مما نتخيل فهناك 20،000 نوعاً. منها الكبير والصغير والأخضر والأزرق والقبيح والجميل. وبعض النحل يختفي بلا سابق إنذار! السبب الثالث: الجرائم التي تطال الحياة البرية: فحسب تقرير برنامج الأممالمتحدة، "التجارة والحياة البرية" فلقد بلغت قيمة المتاجرة بالحياة البرية 91 مليار دولار إلى 258 ملياراً سنوياً، مما يجعلها واحدة من الأسواق السوداء الأكثر ربحاً. فوحيد القرن يُصطاد ويقتل من أجل الحصول على قرونه بسبب الاعتقاد الخاطئ بأنها تقوي الغريزة الجنسية. ويُقتل البنغولين لأصدافه، والتي تستخدم في الطب التقليدي في الصين وفيتنام. وتُستهدف الفيلة للحصول على أنيابها العاجية. فمايك تشيس عالم البيئة ومؤسس جمعية فيلة بلا حدود مازال يقوم بدراسات مسحيّة للفيلة في أفريقيا من الجو، فوجد أن 30٪ من الفيلة قد اختفت بين عامي 2007 و2014. وهذا يُشكل عدد ال144،000 من الحيوانات المفقودة. يقول: "أشعر أننا نخذل الفيلة، هي الدينصورات التي لا تزال تحيا بيننا الآن، هي الرومانسية الباقية من الحقبة الماضية، وإن لم نستطع الحفاظ على الفيلة الافريقية، وإذا استمرت معدلات الصيد غير المشروع، فستختفي من الوجود في غضون 20 عاماً! ويرعبني التفكير في مصير بقية أنواع الحياة البرية لأفريقيا". السبب الرابع: التلوث: ينتهي ما يقرب من 9 ملايين طن من البلاستيك في المحيطات كل عام. أي ما يعادل إلقاء شاحنة كاملة محملة بقمامة من البلاستيك في الدقيقة الواحدة. ويتوقع الباحثون أنه وبحلول عام 2050، سيحتوي المحيط من البلاستيك أكثر من الأسماك من حيث الوزن. فعند تشريح العلماء للطيور البحرية، وجدوا أن جميعها تقريباً تحتوى على البلاستيك في بطونها. وهذا ينطبق بشكل خاص على جزيرة ميدواي في المحيط الهادئ. ويشكّل مستقبل الطيور قلقاً للعلماء، حيث سجلوا اختفاء 70% من طيور البحر مابين عامي 1950 و2010. السبب النهائي: الأمراض والأوبئة. فحوالي 40٪ من البرمائيات مهددة بخطر الانقراض، أكثر من أي مجموعة أخرى من الفقاريات. وربما كنت لم تسمع أبداً عن الفطريات وحيدة الخلية، لكنها أحد أسباب انقراض البرمائيات في العالم، ومن المرجح أن البشر يساعدون في نقل تلك الفطريات القاتلة ونشرها في جميع أنحاء العالم عن طريق نقل الضفادع عبر القارات. ففي كوستاريكا، قام علماء البيئة بتركيب مكبرات الصوت في الغابات المطيرة للاستماع لانقراض الفقاريات وتلاشيها. وأعلنوا تخوفهم من أن تتحول هذه الأصوات الى عالم حفريات منقرض. بتعبير آخر أن هذه الأصوات هي لكائنات لم يعد لها أي وجود الآن! هذه صرخات استغاثة لإنقاذ الكون وتبدو عاجزة ربما، لكن الخبراء يقولون إنا لدينا الحل الذي نحتاجه. فلتفادي الأسوأ من تغير المناخ يقترح علماء وخبراء السياسة أن نعمل على إنهاء عصر الوقود الأحفوري والتحول بسرعة إلى مصادر الطاقة النظيفة. ويقترح العلماء حماية نصف الأراضي على الكرة الأرضية من الزحف الزراعي، مما يحفظ 84% من الأنواع الطبيعية، ففي الوقت الراهن، فإن 15٪ من سطح الأرض وحوالي 4٪ من المحيطات فقط محمية، وفقاً لتقرير حماية الحياة البرية التابعة للأمم المتحدة. ويمكننا إيقاف عمليات المتاجرة بكائنات الحياة البرية بأن نرفض العاج وغيرها من المنتجات التي تُقتل من أجلها تلك الحيوات. "فنحن لدينا الأدوات التي نحتاجها لإصلاح هذه الأزمة.لكننا لا نملك الوقت. الوقت يداهمنا، لدينا هذه النافذة القصيرة جداً، فرصة من 10 إلى 20 سنة لكي نحقق تقدماً ملموساً، فإن لم نفعل ذلك فسنكون قد بلغنا دركات من إبادة الحياة الفطرية على الأرض يستحيل معها للبشرية النهوض، واستعادة الرخاء الأرضي".