كسبت المملكة الرهان في مكافحة الإرهاب الذي واجهته بكل صرامة، وحققت الأجهزة الأمنية نجاحا مشهودا في الضربات الاستباقية ضد مخططات الإرهاب اذ تمكنت بفضل الله ثم بفضل الإستراتيجيات الأمنية التي وضعتها القيادات الأمنية من إفشال ما يقارب (95%) من العمليات الإرهابية وذلك خلال السنوات الأخيرة. عمليات استباقية ويؤكد د. محمد القبيبان - خبير أمني ومتخصص في الدفاع والدراسات الإستراتيجية للأمن الوطني - على أن العمليات الاستباقية التي تقوم بها أجهزة وزارة الداخلية في الضرب الاستباقي للجماعات الإرهابية تعد نموذجاً عالمياً يحتذى به في مكافحة الإرهاب والدلائل على ذلك كثيرة مشيرا إلى اجتماع رؤساء دول مجلس التعاون في البحرين حيث أشارت السيدة «تيريزا ماي» بالتعاون الوثيق ما بين المملكة وبريطانيا وكذلك دول مجلس التعاون في توفير المعلومات التي كان لها الفضل بإيقاف العديد من العلميات الإرهابية التي كادت تودي بحياة الأبرياء سواء في المملكة أو في منطقة الخليج عموماً أو حتى في المناطق الأوروبية وخارج الإقليم. وأشار د. القبيبان إلى الدعم اللامحدود من قبل خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز وسمو ولي عهده الأمين الأمير محمد بن نايف والمتابعة اللصيقة في توفير كافة المتطلبات التي يحتاجها رجال الأمن سواء كان من دعم أسلحة وذخيرة أو تدريب، مشددا على موضوع التدريب الذي يلعب دورا كبيرا في هذا المجال حيث لم تبخل وزارة الداخلية في يوم من الأيام على منسوبيها من توفير التدريبات اللازمة لهم سواء محلياً أو إقليمياً أو حتى دولياً وذلك بالتعاقد مع شركات عالمية في توفير التدريب المحلي والتعاون العسكري والأمني ما بين دول مجلس التعاون والمملكة والدول العالمية، وأردف قائلا: لا شك أن العمل الاستباقي بحد ذاته يعتبر تحديا عندما تحدث الجريمة، ولكن المملكة بفضل الله أثبتت للعالم أنها من أكبر الدول التي تقف ضد الإرهاب وما الجائزة التي نالها صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن نايف من قبل الاستخبارات الأميركية إلا دليل على دعم سموه المستمر للقضاء على الإرهاب ومحاربته الإرهاب وهذا يأتي في إطار جهود المملكة وإستراتيجيتها في محاربة الجماعات الإرهابية والتطرف وملاحقته والوصول إليه، كما أننا لا ننسى جهود مركز المناصحة الذي فتح المجال للتوبة والمناصحة وهذا دليل حرص القيادة الرشيدة على أبناءها. المملكة رائدة من جهته أكد د. نايف المرواني - خبير أمني - على أن الضربات الاستباقية التي تنفذها الأجهزة الأمنية السعودية المناط بها مكافحة الإرهاب ليست حديثة العهد وإنما كانت بداياتها منذ عقدين تقريباً فخلال الفترة من (1423ه -1429ه) بلغت الضربات الاستباقية (38) ضربة استباقية تنوعت بين ضبط خلايا إرهابية وأعداد من المطلوبين أمنياً من خلال مداهمة أوكارهم وضبط الأسلحة والذخائر والأموال التي كانت بحوزتهم وكذلك القبض على من يؤويهم أو يتستر عليهم بمن فيهم مراجعهم الدينية الذين يحضونهم على الفكر التكفيري ويستفتونهم فيما يقدمون عليه من أعمال إرهابية، مشيراً إلى أن الضربات الاستباقية في تلك الفترة شملت معظم مناطق المملكة وأسفر عنها قتل (32) من الهالكين الإرهابيين وإصابة (4) منهم واستشهاد (4) من رجال الأمن وإصابة (29) منهم. وتابع المرواني قوله: إن الضربات الاستباقية تعتبر من أهم الوسائل الناجحة في مكافحة الإرهاب وهي السبيل لتفادي الخسائر المحتملة مقارنة بالعمليات الأخرى التي تنفذها الأجهزة الأمنية وتتسم بالمواجهة الحقيقية مع الإرهابيين وما تحمله من مخاطر في الأرواح والممتلكات، لافتاً إلى أن الأجهزة الأمنية السعودية انتهجت أسلوب وطريقة الضربات الاستباقية كإجراءات أمنية وقائية لمنع الجريمة قبل وقوعها وهو ما جعل المملكة تتميز في الضربات الاستباقية عن غيرها من دول العالم. وأوضح أن تنفيذ الضربات الاستباقية يقتضي توفر القدر المناسب من المعلومات لأنها هي خط الدفاع الأول عند وقوع العمليات الإرهابية والتعامل مع الإرهابيين يتوقف على درجة النجاح التي يحققها جهاز الأمن في معرفة المعلومات الكافية وفي الوقت المناسب إلى جانب عنصر المفاجأة والتنبؤ، مؤكداً في ذات السياق على أن تجربة المملكة في مكافحة الإرهاب تنطلق من إطار شرعي وقانوني في بنائها وأهدافها ومجالاتها وآلياتها والسياسات المنبثقة عنها سواء تشريعية أو مالية أو تنظيمية أو أمنية من مرجعية القرارات الدولية لمجلس الأمن وهيئة الأممالمتحدة التي صدرت منذُ إنشاء المنظمة وكان من أبرز تلك القرارات قرار مجلس الأمن رقم (1373) الذي صدر في 28 سبتمبر 2001م عقب اعتداءات الحادي عشر من سبتمبر، وطالب بل ألزم كل الدول بالتعاون في القبض على كل من له صلة بأي عمل إرهابي باعتبار الإرهاب تهديداً للسلم والأمن الدوليين. خبرة ودراية وفيما يتعلق في تأثير العمليات الاستباقية على الإرهاب وأيضاً أصحاب الفكر الضال أكد د. زيد بن دريس - متخصص في علم الجريمة - أن الضربات الاستباقية أثرت وبشكل كبير على خلايا التنظيمات الإرهابية، مضيفاً: أن ذلك يتضح من ذلك من خلال انحصار نشاطهم الإجرامي عندما كانت تحركاتهم مكشوفة بالنسبة للأجهزة الأمنية بفضل الله ثم بالمتابعة والمراقبة المستمرة للجماعات الإرهابية وليس هناك أدل من قتل بعضهم نفسه بمجرد إحساسه بتواجد قوات الأمن حول مخبئه، مشيراً إلى أن تركيز المنظمات الإرهابية على استهداف المملكة خلال العقدين الماضيين إلى جانب الخبرة الكافية في مواجهة الجماعات الإرهابية وجعلها تتعامل معهم بالضربات الاستباقية التي لفتت أنظار العالم مما جعلها رائدة في مجال مكافحة الإرهاب ولذلك نستطيع القول والكل يشاطرنا القول: إن رجال أمننا البواسل قد تجاوزوا مرحلة الإعداد إلى مرحلة التنفيذ وهم قادرون بإذن الله على دحر الإرهاب بكل أشكاله والقضاء عليه في بلد الأمن والإمان. كفاءة الجهاز الأمني مصدر فخر واطمئنان للوطن والمواطن د. محمد القبيبان د. نايف المراوني د. زيد بن دريس