اعتبر عدد من الخبراء الأمنيين في مصر أن نجاح المملكة في الضربات الاستباقية ضد الجماعات المتطرفة والإرهابية، لم ينعكس فقط على الوضع الأمني في داخل المملكة، بل امتد إلى إجهاض العديد من العمليات الإجرامية التي كانت على وشك التنفيذ في نحو 12 دولة. وأكدوا في تصريحات إلى «عكاظ» أن الضربات الاستباقية لم تكن مجرد تجربة أحادية أو تكتيك يتعامل مع حالة فردية بل كانت إستراتيجية متكاملة تبناها الأمن في المملكة طبقا لفكر رجل الأمن الأول ولي العهد وزير الداخلية الأمير محمد بن نايف، والذي رسم مبكرا خارطة طريق لتفكيك الخلايا الإرهابية والولوج إلى مخابئها قبل تنفيذها الجرائم الآثمة. ويؤكد الخبير الأمني ممدوح عطية أن المملكة باتت هي صاحبة الريادة في كشف تلك المخابئ، ولديها خبرة واسعة في سرعة اكتشاف منفذي التفجيرات خلال وقت قياسي، وقدرتها على الوصول إلى عدد من الخلايا أو من يحتضنها والقبض عليها حتى قبل أن تنفذ عمليات إرهابية، بفضل ما تملكه أجهزتها من معلومات وتدريب واستخدام التقنية الحديثة التي تساعد في سرعة اكتشاف هوية منفذي الأعمال الإرهابية. ووصف العميد حسين حمودة خبير مكافحة الإرهاب الدولي، ما تتمتع به الأجهزة الأمنية السعودية، بالمهارات العالية في التعامل مع الخلايا الإرهابية سواء من حيث التدريب أو التسليح أو الاستخبارات مما مكنها من مداهمة الإرهابيين في عمليات استباقية نوعية حافظت خلالها على أرواح المدنيين وممتلكاتهم، كما تمكنت من تفكيك العديد من الشبكات الإرهابية التي تتصل بمنظمات في الخارج. أما الخبير الأمني والعسكري خالد عكاشة، فيرى أن تلك الضربات «لعبت دورا كبيرا في حماية المواطن السعودي والمقيم على حد سواء، خاصة أنها ارتبطت بإستراتيجية أمنية متكاملة، انطلقت من توافر المعلومات عن أماكن تواجد الخلايا الإرهابية، ويقظة رجال الأمن وتدريبهم ومهاراتهم في الانقضاض على الإرهابيين دون وقوع ضحايا أبرياء». وقال إن «نشر قوائم للمطلوبين أمنيا في قضايا إرهابية، دلالة واضحة على محاصرة هذا التنظيم، وملاحقتهم مع إشراك المواطنين في محاربة الإرهاب، مما انعكس على إجهاض العديد من محاولات التدمير والتخريب قبل وقوعها». وأكد البرلماني والخبير العسكري اللواء حمدي بخيت أن المملكة أصبحت مضربا للمثل في مكافحة الإرهاب والكشف عن مخططاته الإجرامية قبل تنفيذها، «ونجاحها في التعامل مع الخلايا الإرهابية منع تفريخ خلايا جديدة، وقوض تلك الظاهرة في بلد الحرمين الشريفين». ويؤكد البرلماني والخبير الأمني اللواء سعد عبود أن الضربات الاستباقية شكلت عاملا رادعا في مواجهة كل من تسول له نفسه القيام بأي عمليات إرهابية في المملكة، كما عززت من ثقة الدولة في كفاءة الجهاز الأمني والقائمين عليه، وقال «العالم أجمع يتابع عن كثب ما تقوم به المملكة من إجراءات أمنية في مواجهة عناصر الإرهاب». ويشيد البرلماني والخبير الأمني اللواء أحمد شعراوي بصرامة المملكة وكفاءة أجهزتها الأمنية في محاربة الإرهاب، ودحر مخططاته الإجرامية. وقال «الانتشار الأمني الكثيف للقوات في ربوع الوطن ردع من تسول له نفسه ارتكاب أي أعمال تخريب أو عنف».