على مر السنوات، أثبتت برامج الهواة فشلها في تصدير النجوم الحقيقيين الذين يرفعون شعار الاستمرارية، ابتداءً بالفنانة ديانا كرزون وانتهاءً بحازم الشريف الذي فضح مؤخراً لعبة مفادها أن الفوز باللقب أمر، وما وراء الفوز أمر آخر تماماً. ولذلك نرى النتائج دائماً عكس التطلعات، والفائزون بألقاب تلك البرامج سرعان ما يختفون أو يختفي بريقهم على أقل تقدير، بينما يلمع عدد من منافسيهم ممن لم يقتربوا من الألقاب، وهنا نتساءل: كيف لم تلمح لجان التحكيم بهؤلاء ما جعلهم يستمرون ويصنعون نجومية حقيقية؟!. برنامج "سوبر ستار" كان أول تلك البرامج في العصر الحديث التي شغلت الناس وجذبتهم تجاه اكتشاف المواهب، لحقه "ستار أكاديمي"، ومن ثم "عرب آيدول" و"ذا فويس"، كلها استطاعت تحقيق ضجة ولكنها لم تصنع نجوماً، حيث كان النسيان مصير الجميع دون استثناء. ولو عدنا كثيراً إلى الخلف لن نجد ديانا كرزون أو محمد عطية أو هشام الهويش، بينما لو عدنا قليلاً فسنتساءل عن مكان كارمن سليمان، ومراد بوريقي، ومحمد عساف، ونداء شرارة، وحازم الشريف!. قد يكون بعضهم موجوداً، ولكن أين هم من المنافسة التي كان من المفترض أن تأخذهم ليقفوا يوماً نداً لند أمام من كانوا أعضاء في لجان تحكيم البرامج التي صنعتهم؟!. هذا هو السؤال الذي يطرحه الإعلام بشكل دائم على أعضاء لجان تحكيم تلك البرامج، لتأتي الإجابات مبهمة وغير مقنعة. راغب علامة على سبيل المثال كان يتسول الإعجاب والأصوات حرفياً لكارمن سليمان، وكان يمجدها على المسرح وكأنها خليفة سعاد حسني المتكاملة المواهب التي لم ولن يأتي بعدها مثيل، حتى حملها إلى الفوز، بينما كانت شيرين عبدالوهاب ترفض أن يُقال عنها إنها هي من حملت نداء شرارة إلى اللقب برغم رفض كل النقاد لها على اعتبار أنها تملك صوتاً جيداً دون مقومات أخرى تستحق كالقبول والكاريزما؛ حيث وصفها البعض وعلى رأسهم ماجدة خير الله بكلمات مثل "جامدة وكئيبة جداً وتبتسم بالقوة"! وبرغم ذلك كانت شيرين تتسوّل لها الأصوات أسبوعياً وتترجى الجمهور التصويت لها حتى فازت باللقب. أحلام أيضاً أحرجت نفسها أكثر من مرة بسبب مواهب ماتت فور خروجها من "عرب آيدول"، أولها كان المشترك العراقي الذي وعدته في الموسم الأول بأغنية من إنتاجها ثم لم نسمع عنه يوماً، ومن بعده برواس حسين التي كانت مصرة على وصفها بالمدرسة التي يجب أن "تُدرس"، وفارس مدني الذي رفضه السعوديون ولم يجدوا به الكاريزما التي تدعوهم للتصويت له فكانت تتحداهم وتعيده للبرنامج كل مرة مُصرة على موهبته واستحقاقه للقب وهو ما لم تثبته الأيام ولا لعبة برامج الهواة أو الألقاب. محطات كبرى أحرجت نفسها أيضاً من أجل نجوم أقل من هذه التطلعات، وأكبر مثال على ذلك محمد عساف ومجموعة MBC التي سخرت كل إمكاناتها من أجله وبرغم ذلك ظل اسماً خارج المنافسة مع بعض الأعمال الضعيفة، وهو ما يعيدنا للوراء وقتما سخرت روتانا كل إمكاناتها من أجل رجاء قصابني مشتركة "اكس فاكتور" التي فازت باللقب فأحرجت الشبكة الإعلامية التي عولت عليها كثيراً فلم ترد عليهم سوى ب"كم عمل" لا تُذكر وحروب فنية بالجملة. فارس مدني ديانا كرزون محمد عساف