أخيراً حاز صوت غنائي مغربي على المرتبة الأولى في مسابقة مواهب غناء شاملة عربياً وإعلامياً بحصوله على أكبر نسبة تصويت في الجولة الأخيرة من «ذي فويس» أو «أحلى صوت». وذلك بعد انتظار طويل وبعد القيل والقال عند نهاية كل مسابقة من طرف المولهين والمتتبعين المغاربة. حدث هذا بعد المراتب الثانية لكل من سعد المجرد عام 2007 في مسابقة «سوبر ستار»، ودنيا باطمة في «أراب آيدول» السنة المنصرمة، وبعد المرتبة الأولى للنصف مغربية شذى حسون في «ستار أكاديمي» منذ سنوات. «ذي فويس» البرنامج العالمي، في صيغته العربية، يعيد للألق الطربي المغربي لمعانه، ولقد كانت ليلة النهائيات باذخة، وأمسيتها براقة بكل معنى الكلمة. الاستوديوات الضخمة ل «إم ب سي» الأضواء المشعة، الجماهير الهادرة، المرح وحب الحياة، والموسيقى في أجلّ ما تبدع، والعزف الذي رفعت سماؤه أصوات أربعة مرشحين للفوز، يقودهم كمدربين رباعي من أفضل الأصوات الغنائية العربية الشهيرة، كل يحنو ويحضن مرشحه المختار. العراقي كاظم الساهر، المصرية شيرين، التونسي صابر الرباعي واللبناني عاصي الحلاني. وهذا الأخير كان أسعدهم باختيار مطربه كأحلى صوت. وقد صرح بسعادته لفوز مراد بوريقي، «كلاي» الأغنية في تشبيه بليغ بالملاكم الخفيف محمد علي كلاي الذي جعل من اللكم الرياضي هجوماً فنياً رقيقاً. وكانت وسيلة الشاب المغربي هي الصوت الرخيم المثير لأحاسيس الرقة والجمال، واختيار اللون الطربي، ذاك الذي يعشقه العرب. ولقد ذكّرهم بصوت الأسطورة أم كلثوم وأصوات كبار نجوم الموشحات في أجملها وأشهرها. من عاصمة السردين يذكر أن المسابقة دامت أشهراً طويلة تنافست خلالها أصوات متمكنة عرفت نهائياتها وجود صوت مغربي آخر هو فريد غنام. وكان لافتاً أن يكون الصوتان رجاليين بعد أن ألف المشاهدون العرب طغيان الصوت النسوي المغربي في جل المحطات المألوفة في مسابقات المواهب الغنائية على مستوى العالم العربي. وهو أمر جعل التوازن يستقيم أخيراً ويحقق تنوعاً مرحباً به. والفائز مراد بوريقي يتحدّر من أسرة موسيقية فنية تنتمي الى مدينة أسفي الواقعة على المحيط التي من المقرر أن تخصص له هذا الأسبوع احتفالاً جماهيرياً كبيراً. وليس غريباً أن تشهد عاصمة سمك السردين عالمياً ولادة هذا النجم الجديد. فهي عاصمة منطقة عبدة المعروفة بأصل أحد أجمل الألوان الغنائية العربية الأصيلة، وهي «العيطة المرساوية» التي يؤديها شيوخ وشيخات شهيرات على المستوى الوطني، كما أن المدينة معروفة بوجود لون غنائي شهير آخر هو الطرب الأندلسي وعلى رأسهم «الحاج باجدوب» أشهر صوت طرب أندلسي مغربياً. أي مستقبل؟ يذكر أن مراد بوريقي سبق له أن شارك في مهرجان اكتشاف المغربي «استوديو دوزيم»، كما سبق أن حدث للمتألقة دنيا باطمة، وهو ما يطرح سؤالاً كبيراً حول القيمة والفرق والقدرات المهنية والتقويمية هنا وهناك. يبقى السؤال عن المآل؟ الأخبار المتداولة تتحدث عن عقود وعن رعاية لأداء أغانٍ مختارة وحصرية، لكن الأفضل هو تأكيد الفائز للإعلام رغبته في إشهار الأغنية المغربية عربياً، وهو مسعى حميد، بخاصة أنه سبق أن أدى أغاني مغربية باقتدار كبير.