تطالعنا وسائل الإعلام المتنوعة بسرد تأريخي للمميزين في كافة المجالات، وتعرفنا عليهم عن قرب ولكن: ( بعد وفاتهم ) ! الكثير من الشخصيات السياسية ورجال الدولة والشخصيات الاقتصادية ومن في حكمهم، قدموا وبذلوا جهداً غير عادي أوصلهم لأماكن متقدمة عن غيرهم بعمل متواصل وسهر ليالٍ. لا زالت هناك شخصيات تزهد بالظهور الإعلامي ولديها الكثير، لكن لا ترغب الظهور لأن الطموح والأهداف تقول: إنها لم تقدم شيئا حتى الآن، في الوقت الذي جعلت وسائل التواصل الاجتماعي ( بعض ) التافهين السفهاء مشاهير وتبرزهم في المناسبات، وأصبح الصغير قبل الكبير يعرفهم ليس بالإنجاز أو النجاح لكن ب ( التفاهة )! في الوقت الذي يتسابق "التفهاء" بحثا عن الشهرة بأي طريقة كانت ولو على حساب دينه أو بلده أو أسرته فإن العقلاء ينأون بأنفسهم عن الظهور ولسان حالهم يقول: ذو العقلِ يشقى في النعيم بعقله.. وأخو الجهالة في الشقاوة ينعمُ.. سألت أحد الشخصيات الدبلوماسية ممن عاصر أربعة ملوك، عن سبب تواريه عن الظهور وهو الذي يتمتع بشهادة عُليا ومنصب راقٍ وبأرشيف كبير، فكانت الإجابة طبيعية من شخصية دبلوماسية وبعمر متقدم أن عدم الظهور أفضل ! من خلال ما سبق فإن قناة التكريم هنا تبدأ من وزارة الثقافة والإعلام التي هي المظلة الرسمية، وتملك قائمة بالشخصيات لإبرازهم بكافة الوسائل ( إذاعة وتلفزيون ) وتخليداً لأعمالهم المتنوعة ليكون أهم دافع معنوي مستحق بعد مسيرة الإنجاز والنجاحات الطويلة. الدافع المعنوي للشخصيات أهم مكتسب لتعريف الناس والأجيال بتعب السنين، ففرحة قطف الثمار تُنسي المعاناة لمن أمضى عمره في العمل وحُرم الإجازات والاستمتاع مع أسرته بل حتى من أبسط المتع فضلاً عن صعوبة وقلة النوم. "المُكرّم" لا يعلم في عن تكريمه بعد وفاته، وليس أفضل للشخص من أن يُكافأ ويشعر بقيمة عمله في الحال، وأنه قدّم شيئاً يستحق التكريم والصيت والإبراز فالحق تبارك يقول : ( قل هل يستوي الذي يعلمون والذين لا يعلمون ) !