يتجدد "كلاسيكو" الكرة السعودية الذي تترقبه الجماهير الرياضية بين الهلال متصدر الدوري والاتحاد صاحب المركز الثالث غداً الأحد وهو لقاء يحدد الكثير من الملامح حول اقتراب الأول من اللقب أو التعثر وتقدم "العميد" ولا يفصلهما عن بعض سوى ستة نقاط فقط، لاعتبار في عالم كرة القدم بذلك الفارق الصعب، والمباراة باعتبارها "كلاسيكو" الكرة السعودية الأول بين الفريقين الأكثر شعبية في المملكة تعتبر مختلفة في كل تفاصيلها ولا تخضع لأي مقاييس ولا يمكن التوقع لنتيجتها في ظل تقارب المستوى والطموحات والظروف، فالهلال لتوه عاد من مواجهتين آسيويتين استنزفتا الكثير من جهده البدني، أما الاتحاد فهو في إجازة وراحة تامة طوال الأيام الماضية، لكن تنتظره مواجهة هامة وهي نهائي كأس ولي العهد وموعدها قريب جداً وتعني أن الفريق سيصل لها وهو منهك ومستنزف لياقيا من مواجهة الهلال. المباراة ثقيلة فنيا ومن الطبيعي أن تأخذ زخما إعلاميا وجماهيريا كبيرين ومتابعتها ستتخطى حدود الوطن، والهلال مستوياته في الأونة الأخيرة غير مطمئنة لجماهيره سواء على المستوى المحلي أو القاري، ويبدو في شكله الفني الحالي كأنه هلال نهاية الموسم الماضي، حراسته مهزوزة ودفاعه ضعيف ووسطه لم يعد حزام أمان بقدر ما يمكن وصفه بأنه حزام إهداء الأهداف للاعبي الوسط خصوصا وأن استعراض سلمان الفرج و"كعباته" وبرود نواف العابد وتواضع اداء نيكولاس ميلسي، وعبدالملك الخيبري نتائجه وخيمة. أخطاء قرب المنطقة وهز متواصل للشباك الزرقاء كما أن مشكلة الهلال لعبه من دون محترفين أجانب مؤثرين فلا البرازيليان كارلوس ادواردو وليو ليو بوناتيني يعملان إضافة ولا ميلسي يفيد الفريق، والمضحك بقاء المهاجم السوري عمر خريبين الأفضل بقرار من المدير الفني الأرجنتيني رامون دياز على الدكة بدلا من إشراكه وخدمته للفريق، لذلك المتابع يرى أن هلال اليوم نسخة كربونية من هلال الموسم الماضي وهو حاليا ينطلق ويبدأ رحلة جولات الضياع ومن سوء حظه أنه يلعب غدا أمام فريق ناري وبالعامية " حريقة" أنت لا تدري تراقب فهد المولد أم محمود عبدالمنعم "كهرباء" أم أحمد العكايشي، ومن خلفهم خط التموين القوي بقيادة الكويتي فهد الأنصاري وجمال باجندوح والتشيلي المتألق فلانيفو الذين هم أيضا خط أمان لمرمى "العميد" والمتاريس القوية التي تصد هجمات الخصوم. في الموسم الماضي تفوق الاتحاد على الهلال ذهابا وإيابا وهذا الموسم واصل التفوق وأسقط الهلال بين جماهيره ذهابا ولن يفرط في الإياب خصوصا والظروف كلها تقف في صفه. الأرض والجمهور والمستوى الفني المتطور وروح وحماس اللاعبين، وربما يكون الهلال غدا أسهل عليه من بعض فرق الوسط في ظل وجود مدرب داهية وذكي هو التشيلي خوزيه سيبيريا فيما يعيش دياز تخبطا فنيا ويتوه وسط المباراة و"يخبص" في طريقة اللعب والتبديل إضافة إلى الفارق الكبير بين لاعبي الهلال والاتحاد في الإصرار والعزيمة والأداء بروح وحماس سواء من الأجانب أو المحليين يقابله برود تام ولا مبالاة من لاعبي الهلال بلا استثناء. وإن برز في هذا الجانب "ثلاثي الخذلان" سالم الدوسري، والفرج، والعابد، والفارق غياب رابعهم في اخفاقات الموسم الماضي خالد شراحيلي. الاتحاد الأقرب للفوز لأن إدارته تتفوق على نظيرتها الهلالية في الإعداد النفسي للمباريات وهو ماجعل فريقها يتخصص في التفوق، بل ويشعر أفراده وإدارته بأن الفوز حليفهم قبل إعلان صافرة البداية. إذ إن هناك إدارة تعد وتحفز، وهناك نجوم يقاتلون ويستشعرون ويحترقون من أجل الشعار وهذا الجانب مفقود حاليا في الهلال حتى إشعار آخر.