إنها نهاية "حقبة ذهبية" جديدة في برشلونة الإسباني: لم تكن ثمانية ألقاب من أصل عشرة ممكنة منذ 2014 كافية لبقاء المدرب لويس إنريكي، إذ أعلن الأربعاء رحيله في نهاية الموسم عن العملاق الكاتالوني. صدم إنريكي الحضور في مؤتمر صحافي بعد الفوز الساحق على سبورتينغ خيخون 6-1 في ملعب "كامب نو"، عندما قال: "لن أكون مدربا لبرشلونة في الموسم المقبل. إنه قرار صعب ومدروس وأعتقد أنه يجب أن أكون مخلصا لما أعتقد به". برر إنريكي قراره بالإرهاق "السبب هو الطريقة التي أعيش فيها هذه المهنة. هذا يعني ساعات قليلة جدا من الراحة فقط". قرار لاعب ريال مدريدوبرشلونة السابق جاء بعد أشهر من التكهنات حول تمديد عقده الذي ينتهي في يونيو المقبل، لكن خسارة برشلونة المذلة أمام باريس سان جرمان الفرنسي صفر-4 منتصف الشهر الماضي في ذهاب ثمن نهائي دوري أبطال أوروبا، ربما تكون القشة التي قصمت ظهر البعير. شرح رئيس النادي جوسيب بارتوميو الأمر: "الصيف الماضي أعلن لالبرت سولر (إداري برشلونة) وروبرت فرنانديز (المدير الرياضي) أنه قد يكون موسمه الأخير. أبلغنا قبل أيام أنه لن يكمل مشواره، واعتبر أنه الوقت المناسب لإعلان قراره.. لقد حصلنا على مدرب خارق في المواسم الثلاثة الماضية". على الرغم من خروج إنريكي (46 عاما) من قلعة برشلونة، سيبقى المدرب الذي قاد برشلونة إلى "عهد ذهبي جديد" بحسب مدافعه جيرار بيكيه. بعد حقبة بيب غواردويلا الرائعة بين 2008 و2012، جاء صديقة "لوتشو" وأعاد فتح شهية بلوغرانا على الألقاب، فضرب بقوة فور قدومه محرزا الثلاثية في 2015، وذلك للمرة الثانية بعد إنجاز غوارديولا في 2009. في موسمه الثاني، حقق إنريكي ثنائية الدوري والكأس. أما في 2017، وعلى الرغم من لغم باريس في دوري الأبطال، إلا أنه بلغ نهائي الكأس واستعاد صدارة الدوري موقتا من غريمه ريال مدريد. وعلى الرغم من كل ذلك، لم ينجح إنريكي صاحب الظهور الإعلامي المحدود، في كسب عطف جماهير برشلونة، خصوصا بعد تخليه عن أسلوب الاستحواذ الذي تميز به لاعبا الوسط تشافي واندريس اينيستا في العقد الأخير، لحساب اللعب المباشر الذي قلص من أدوار لاعبي الوسط. في مباراة ليغانيس الأخيرة مثلا، لعب قلب الدفاع الفرنسي صامويل اومتيتي تمريرات أكثر من لاعبي الوسط البرازيلي رافينيا والكرواتي ايفان راكيتيتش. يبقى السؤال حول هوية المدرب الذي سيخلف إنريكي في منصبه. تتحدث وسائل الإعلام المحلية عن الأرجنتيني خورخي سامباولي مدرب اشبيلية، ارنستو فالفيردي (اتلتيك بلباو)، اوزيبيو ساكريستان (ريال سوسييداد) أو حتى مساعد إنريكي خوان كارلوس اونسوي. يعلق بارتوميو على هذه النقطة: "سنعمل بتحفظ. هناك مباريات مهمة في انتظارنا، لذا سنحاول العمل بتحفظ". يبدو سامباولي من المرشحين الجديين، نظرا لتنويع طرق لعبه مع أشبيلية، أكان في خطة الدفاع أو اعتماد الاستحواذ تارة والهجمات المرتدة تارة أخرى. لكن إنريكي أكد أن التزامه سيكون "كاملا في الأشهر الثلاثة.. نحن في وضع صعب، خصوصا في واحدة من المسابقات، ولكن بمساعدة الجميع وفي حال كان النجوم جاهزين فإنه يمكننا التعويض". نتائج الأربعاء وضعت برشلونة في موقف سيادي في الدوري، فحتى لو فاز ريال مدريد في مباراته المؤجلة على سلتا فيغو، إلا أن العودة بالنقاط من أرض ريال مدريد ستضع ميسي ورفاقه في موقع الصدارة، علما بأن إشبيلية لايزال أيضا من المنافسين الجديين على اللقب. على غرار إنريكي، تأخر ميسي في تمديد عقده الذي ينتهي في 2018، ما عزز تكهنات انتقاله لأول مرة في مسيرته الاحترافية. لم تكن العلاقة بين إنريكي وأفضل لاعب في العالم خمس مرات وردية كما كان الحال مع غوارديولا. في يناير 2014، ترك ميسي على مقاعد البدلاء بعد الخسارة أمام ريال سوسييداد، وفي اليوم التالي غاب عن التدريبات بسبب مرض غامض. يبقى ميسي الرقم الصعب في برشلونة، لكن البعض اعتبر انتقاله من مركز على الجناح إلى آخر مركزي بغية الحصول أكثر على الكرة، أحد أسباب تراجع أداء خط الوسط وتهميش لاعبين من طراز سيرجيو بوسكيتس والكرواتي إيفان راكيتيتش. طغى خبر الرحيل "الحزين" لإنريكي في نهاية الموسم على مدرجات "كامب نو" الأربعاء، لكن الأصداء الآتية من مدريد بعد ساعتين إثر تعادل ريال المخيب مع لاس بالماس 3-3، قد تخرج "لوتشو" مرفوع الرأس في نهاية الموسم.