أكد مدير معرض الرياض الدولي للكتاب 2017 سلطان الفقير على أن معرض الرياض يأتي امتداداً للرؤية الوطنية 2030 التي ركزت على الجانب الثقافي ضمن بنودها، منوهاً بمعرض هذا العام الذي سيشهد نقلة نوعية من خلال جناح الطفل ومن خلال البرامج التي تستهدف الشباب، ومن خلال الرؤية العامة بتطوير المعرض ليصبح قبلة للسياحة الثقافية والمتعة لجميع زواره.. الكثير من القضايا تطرق لها الفقير فكان هذا الحوار: * يأتي معرض الكتاب في دورته الحالية متناسقا ومتناغما ومعبرا عن رؤية 2030 كيف سوف توظفون ذلك؟ * إن رؤية المملكة 2030 ركزت على كثير من الجوانب التي سوف تساهم في رفع مستوى المعيشة والخدمات والمستوى الثقافي والفكري للمواطنين ويعتبر معرض الرياض الدولي للكتاب واحدا من أهم الممكنات التي تسهم في تحقيق الرؤية من خلال تركيزه على عدة جوانب ثقافية مصاحبة، ومنها تجربة الطفل والشباب والكبار. * معرض الرياض للكتاب إرث ريادي عربي، ما هو الجديد الذي ستسعون من خلاله لتعزيز هذا الإرث مقارنة بالأعوام السابقة؟ * هناك أربعة أشياء رئيسية ركزنا عليها هذا العام وهي تعتبر التحدي الكبير الذي وضعنا أمامه معالي وزير الثقافة والإعلام وتمثل في إيجاد نقله نوعية تختلف عن الأعوام السابقة فكان تطوير جناح الطفل أول هذه الأشياء التي عملنا عليها حيث احتوى على أركان ومحطات مختلفة يمر فيها الطفل، وزودنا كل ركن تم وضعه بفريق من المختصين والمختصات يركز على تقديم رسالة معينة للطفل بمختلف المراحل، فهناك مثلا ركن يتحدث عن القراء، وآخر عن التأليف وأيضا عن الرسومات المصاحبة للقصص، ومسابقة لتحدي القراءة، فهو منوع بحسب كل طفل واهتماماته وقدراته. وركزنا في هذا العام على الجانب الإثرائي للشباب حيث إن نسبة كبيرة وكما هو معروف من سكان المملكة العربية السعودية هم من الشباب لذلك سعت إدارة المعرض على الاهتمام فيهم من خلال تخصيص مساحات يتحدثون عبرها عن تجاربهم في التأليف والنشر وكيف كانت تتم وعن مراحل النشر بالإضافة إلى تخصيص قسم آخر يتحدثون فيه عن بعض مبادراتهم التي شاركوا فيها مثل عيادة الكتب وتأسيس نادٍ للقراءة. وتم تخصيص أركان تفاعلية تبرز رواد الأعمال الشباب في مجال القراءة والكتاب، كما قدمنا مساحات مجانية للشباب المختصين في مجال الكتب المسموعة لإبراز دورهم وما يقدمونه، كما أتحنا المجال لورش عمل ومحاضرات عن تجاربهم وما وصلوا إليه. * ما الدرجة التي تعول عليها إدارة المعرض في تفاعل الشباب مع مثل هذه البرامج؟ * إدارة المعرض تعول كثيرا على نجاح الفعاليات الشبابية التي يتميز فيها معرض الكتاب 2017 لعدة أسباب منها أن غالبية زوار معرض الكتاب ووفق لإحصائيات العام الماضي والأعوام التيسبقته أظهرت لنا أنهم من فئة الشباب. كما أننا لاحظنا هذا العام تفاعلا كبيرا من قبل عدد من الشباب مع لجنة الإثراء الشبابي حيث أبدوا استعدادهم للحضور والحديث عن تجاربهم على منصات المعرض التي خصصت لهم. * في كل عام تتعالى شكوى أصحاب دور النشر من صغر المساحة المخصصة ما جديدكم بخصوص ذلك؟ * إن أكبر تحدٍ يواجه المعرض دائما هي المساحة، حاولنا هذا العام استيعاب أكبر قدر ممكن من دور النشر التي تقدمت بطلبات وفق الضوابط التي حددتها الوزارة وتوفير كل مساحة نقدرعليها، وأعطينا أولوية لدور النشر الدولية وقمنا بإعادة توزيع المساحات بالمعرض كي يستوعب دور نشر أكثر. * هناك 22 لجنة تعمل ضمن معرض كتاب 2017 ألا تلاحظون أن العدد كبير وربما يؤدي إلى العشوائية؟ * يمكن أن يعتقد البعض أن معرض الكتاب هو مجرد مكان ومساحة لبيع الكتب من قبل دور نشر دولية تحاول أن تتلقي بالجمهور والزوار ولكن معرض الكتاب هو أكثر من ذلك بكثير فهناك عدد هائل من المتحدثين وبرنامج ثقافي متكامل وورش عمل مصاحبة ومتنوعة في مختلف المجالات الثقافية والأدبية وأيضا جناح كبير للطفل أركانه متنوعة وهناك ضيوف للمملكة وغيرها منالأنشطة التي تحتاج إلى لجان متخصصة تشرف عليها وتنظم آلية عملها فمثلا لدينا لجان للبرنامج الإثرائي وأخرى للثقافي ولجان للطفل ولجان مخصصة للضيوف المدعوين والأدباء من داخلالمملكة ولجان للاستقبال وأخرى مخصصة في الفنادق ولجان للحركة وللمستودعات وللكتب وإدارة الحشود، جميعها تؤدي عملها. وهنا يجب أن يعرف الجميع أن إدراة المعرض مسؤولة عن كل شيء من تأمين التأشيرات والجمارك وحتى عن أدنى مشكلة صغيرة تواجه مندوب أي دار نشر قادم للمملكة. * على ماذا اعتمدتم في اختيار البرامج الشبابية التي تقدم هذا العام ضمن فعاليات معرض الكتاب؟ * يعتبر معرض الكتاب هذا العام امتداداً للنجاحات المتوالية التي حققها في السنوات السابقة، وما تم استحداثه من أنشطة ضمن البرنامج الشبابي جاء مبنيا على ما سمعناه من الجمهور بعد مقابلتهم وعرفنا إلى ماذا يطمحون أن يكون عليه المعرض هذا العام، كما التقينا بعدد من دور النشر الدولية واستمعنا لاحتياجاتهم وحاولنا بشكل سريع تلبية المتطلبات المنطقية التي يحتاجونها ضمن خطة تطورية مختلفة عن الأعوام السابقة. * تكلمت عن وجود لجنة تعنى بإدارة الحشود وخصوصا مع وجود أعداد هائلة من الزوار.. حدثنا ما دورها؟ * حرصنا هذا العام على تفعيل تجربة الزائر من خلال إعداد فيديو تعليمي يقدم نصائح إرشادية للزائر وكيف يخطط لزيارة المعرض بطريقة سريعة تجعله يتوصل إلى الكتاب الذي يبحث عنه بسرعة وسهولة. بالنسبة للعدد الهائل المتوقع من زوار المعرض كل منهم يبحث عن الكتاب الذي يريده لذلك رأت إدارة المعرض أن من الواجب عليها أن تسهل تجربة الزائر حيث أوجدت لجنة إدارة الحشود التي لا تعنى فقط بالزوار بل عملها يمتد إلى إيصال المعلومة للزائر سواء عن طريق الخرائط أو دليل المعرض الذي سوف يطور عن طريق الأجهزة الذكية إما الجوال أو عن طريق التطبيق الإلكتروني وكذلك طباعة الخريطة التي صممت بطريقة سهلة ترشد الزائر إلى دار النشر، كما تم وضع عدد من المرشدين الذين يوجهون الزائر إلى احتياجاته . * يتميز المعرض هذا العام بتطبيق نشاط ثقافي شامل وعروض فنية ما الهدف منها تسويقياً؟ * بلا شك أن أي برنامج مصاحب للمعرض هو بالدرجة الأولى مساند لإيصال رسالة المعرض بشكل أن جميع البرامج الثقافية المصاحبة تخدم المعرض وهنا يجب أن أشير إلى أن الكتاب يعتبر وسيلة لإيصال معلومة وثقافة مختلفة، والناس بالعموم يتلقون المعلومة ليس فقط عن طريق الكتاب بل أيضا عبر برامج أخرى وأن جزءا كبيرا من النشاطات الثقافية المصاحبة للمعرض تدعم صناعة الكتاب بشكل مباشر أو غير مباشر. وستنظم ورش عمل مختصة بالكتابة والتأليف وعن تجربة النشر والتحديات التي تواجه الكتاب والمثقفين فكلها تصب في صميم الثقافة. * كيف تقيم تفاعل دور النشر مع معرض الرياض الدولي للكتاب 2017؟ * أشكر في البداية جميع دور النشر على صبرهم وتحملهم حيث إننا نعلم أن الكثير منهم لديه رغبات وطلبات بمواقع أفضل ومساحة أكبر وحاولنا قدر الإمكان تأمين وتوفير رغباتهم بما يرضيويناسب الجميع، وما قمنا به هذا العام هو وضع الوزارة في الصالة الخامسة وجميع دور النشر وضعت في الصالة الرئيسية حيث كانت الأولوية لدور النشر بناء على توجيه معالي الوزير. * ألزمتم الناشرين بطبع باركود على كل كتاب ودشنتم تطبيقا إلكترونيا يسمح للزائر بالدخول إليه، ما الهدف من ذلك؟ * الهدف هو معالجة عدة مشاكل ومنها معرفة الكتب الموجودة للتأكد من تسجيلها من قبل دور النشر لعرضها للبيع في معرض الكتاب وكذلك توفير بيانات دقيقة عن الكتب المعروضة للبيع، وهي طريقة تعرف بالكتاب وسعره وباقي التفاصيل. كما وفرنا أكثر من 100 متطوع يساعد دور النشر في التأكد من الباركود وطابعاته ولصقه. * ماذا عن جناح الطفل هل سيكون مخصص للنساء فقط أم مفتوح للجميع؟ * فكرتنا من جناح الطفل هذا العام هو أن نبين أن القراءة عند الطفل هي نشاط أسري وليس نشاطا فرديا، حيث يستطيع الأب والأم أن يدخلوا الركن ويتفاعلوا معه، حيث خصصت لهم مسارات يستطيعون من خلالها مشاهدة الطفل وهو يقرأ القصة، ويؤلف قصة، ويمثل قصته فجميع أركان الأطفال يشاهدها الأهالي ويتعرفون عليها بهدف تعزيز تجربة القراءة أو الكتابة أو التأليف عند الأطفال.