وصل مستوى الطرح في بعض البرامج الفضائية الرياضية إلى انحدار ما بعده انحدار وإسفاف وتلاعب بعقول المشاهدين ناهيك عن المصيبة الأكبر التي حذر منها الكثير طويلاً وهي تأجيج التعصب وتكريس ثقافة الكراهية بين الجماهير طويلاً ولكن لا حياة لمن تنادي فالرقيب لايزال يغط في نوم عميق ولن يفيق إلا على كوارث سببها هذه البرامج وضيوفها المشجعون من مختلف الأعمار ما بين مراهقة باكرة وأخرى متأخرة والحال من سيئ إلى أسوأ ولا احترام لعقل المشاهد والمهم لدى الكثير من المراهقين والسذج والمنتفعين تحقيق الشهرة ولو عن طريق الإثارة وليس الإثارة التي لا يجيد لعبتها إلا "الكبار"، وليس صغار العقول، والكارثة إذا ظن من خلفها أنها تجلب المعلن والمشاهد ولا بأس بأن تلقي بظلال سلبياتها وتضر أبناء المجتمع وتكشف فضائح جزء كبير من الإعلام الرياضي السعودي، الذي يكشف عورات بعضه مجرد الاختلاف حول أمر معين يظنون من خلال السذج أنه يحول بينهم وبين الوصول إلى أهدافهم. فصول هذه المسرحيات مخجلة من خلال العبارات النابية التي يتبادلها المتحاورون، وفيما الإعلام الرياضي في الدول المجاورة يتطور وينهج نهجاً عقلانياً وموضوعياً ولا يسجل عليه ولا حتى ربع ما يحدث بينما نجد هنا الوضع يزداد احتقاناً ومآسوية ويحتاج لنداء استغاثة بضرورة التدخل السريع قبل أن يستفحل الأمر ويحدث ما لا تحمد عقباه. معلومات خطيرة ومخجلة مصدرها "إعلام كم تعطيني" نفسه لا يفترض أن تصل لمسامع المشاهدين حول علاقة بعض الإعلاميين ببعض رؤساء الأندية وتبادل الاتهامات ونشر غسيل والتأكيد على أن هذا الإعلامي أو ذاك كانوا يعملون لمصلحة الرئيس ومقابل أجور أساءت لمهنة الإعلام النزيه الذي يتبرأ من هذه العينات التي تعبث بالمهنية الإعلامية وتواصل الإساءات وتتلقى التعليمات بالهجوم على فرق معينة ولأهداف دنيئة يرفضها المجتمع المتحضر والنزيه وليس فقط المجتمع الرياضي. كثير من الإعلام الرياضي في صفحاته وبرامجه أصبح "مخترق" وعلى الرغم من ذلك يظهر "المذيع" أو الصحفي أو الكاتب وهو يحاضر عن المهنية والحياد والنزاهة بينما تاريخه بشهادته من حيث يعلم أو لا يعلم غير مشرف ويتصبب منه الجبين عرقاً.