سأبتعد في مقالي اليوم عن سخونة القنوات الإخبارية، لانني تفاجأت أن متابعيها لا يوجد لديهم إلا الأبيض أو الأسود، التفاعل اللوني غير موجود مطلقاً وهذه حقيقة مرة، إذا انتقدت الجزيرة اتهموني بمحاباة العربية وأنه ليس من الإنصاف أن أحاول بقلمي ان أشيد بأي قناة، كما أوصلها لي كمعلومة أحد الزملاء الاعزاء العاملين بقناة الجزيرة، لذلك سوف أدخل نفقاً تنافسياً أشد هيجاناً وحماساً، وهو موضوع البرامج الرياضية والتنافس فيما بينها. فمع عودة الحيوية للبرامج الرياضية، والتنافس المحموم بين القنوات الرياضية وغير الرياضية لكسب المشاهد الاكثر عددا ومتابعة، نجد ان بعض البرامج الرياضية ما زالت اشبه ما تكون خاوية من الحوار واحيانا للاسف آدابه، لاعتمادها على كسب تعصب بعض الجماهير واثارة نعرات معينة على حساب مفهوم الاثارة. النجم تركي العجمة ومن خلال لقاءات معدودة معه وجدت ان نجاح برنامجه (كورة) على قناة روتانا خليجية لم يأت بالصدفة، تركي لديه رسالة اعلامية، الابتسامة البريئة لا تفارقه عندما يداعبه الكثيرون بخصوص ميوله الرياضي، ملايين المشاهدين لم يكتفوا بالمشاهدة التلفزيونية وانما ايضا لقناة البرنامج على اليوتوب، وهذا العدد الكبير هو مقياس حقيقي لنجاح البرنامج بعيدا عن بعض الفرقعات الاعلامية التي يطلقها البعض لإظهار برامجهم بقوة وحتى على حساب بعض المفاهيم. يعجبني ببرنامج كورة مساهماته الانسانية واطلاقه مبادرات هامة عكست الفكر الراقي للقائمين عليه، فهو ليس مجرد برنامج رياضي يجمع افضل الممارسين لعملية النقد وانما وجدنا تفاعله مع مواضيع انسانية، وهذا التفاعل ميزته انه يكرس ثقافة العمل المجتمعي البعيد عن التعصب فقط، والكثير من القضايا تابعناها عبر هذا البرنامج ووجدت اصداء ساهمت بنجاحه المستمر. اذن السؤال ماذا نريد من البرامج الرياضية، هل الامر فقط لقاءات حصرية ام ضيوف مميزون، الامر يختلف من خلال التجارب السابقة، وصلنا في مراحل معينة لاتهام بعض البرامج بالاسفاف، وكنا حزينين على مستوى بعض اطروحاتها، خصوصا ان الجمهور الرياضي لدينا عاطفي جدا، ومن السهولة اثارته بطرق بسيطة وتافهة. نحتاج لبرامج تتعامل مع المشاهد بعقلانية واحترام، المسألة ليست حوارات مجالس عشوائية، وانما مخاطبة مجموعة مشاهدين داخل البيت الواحد، نحتاج لفكر يحارب التعصب، نحتاج لظهور ضيوف ومشاركين مؤدبين بكل ما تعنيه الكلمة، لا نحتاج لبرامج تفرقنا وانما تجمعنا بكل ما تعنيه هذه الكلمة. رسالة البرامج الرياضية مهمة لانها تخاطب الشريحة الاكبر بمجتمعنا، من المخجل ان نستذكر بعض فقرات الكثير من البرامج والتي خرج الكثير منها عن الروح الاعلامية والرياضية، نحتاج وباختصار لاحترام ذائقة المشاهد وليس اللعب على الاثارة الرخيصة والانفرادات غير اللائقة إعلامياً.