عزيزي رئيس التحرير كنت إلى عهد قريب أرى في كتاباته نوعا من الابداع وشيئا من الطرح المميز والى حد ما من الأسلوب الجيد والرأي المفيد للقارىء حتى فوجئت بالمقال الذي كتبه وأعني الأخ عبدالله المقهوي ونشر يوم الأحد 10/7 بالعدد 11041 فكانت قاصمة الظهر لحسن ظننا فيه وفيما يكتب فكان كالتي نقضت غزلها من بعد قوة أنكاثا. ولاشك ان تتبع مقالات بعض الكتاب وقراءتها من حين لآخر يعطي للقارىء تصورا موضوعيا وانطباعا مهما لتجربة هذا الكاتب أو ذاك، ولأجل وضع الأمور في نصابها الصحيح وفي موضعها السليم وتحديد المسار لمن يحاول الخروج عن الخط وابرام المخالفة لمن يعكس السير وجدت هذه الصفحة الرائعة (عزيزي رئيس التحرير) ووجد من القراء من يناقش برؤى متألقة وبأفكار موفقة هؤلاء الكتاب مما أعطى الصفحة طابعا اثرائيا للعقول المستنيرة. يفصل الأخ المقهوي بين التقييم الأخلاقي لبرنامج السوبر ستار وبين الناحية المهنية الاحترافية لمعدي ومنفذي البرنامج في تلك القناة الفضائية ويعتبر ذلك دليلا لا يقهر وحجة لا تدمغ في نجاح البرنامج لا سيما أن ملايين المشاهدين كانوا يتابعونه ومثلهم ملايين آخرون صوتوا ورشحوا ويذكر ان البرنامج استقطب مانسبته 50% من المشاهدين العرب. وللتعليق على ما سبق فإن القارىء الفطن لا يحتاج الى كثير فهم ليعرف ان ثمة خلطا غير مقبول بين الثناء على معدي البرنامج ومهنيتهم الاحترافية العالية التي استقطبت الملايين من المشاهدين وان ذلك دليل على نجاح منقطع النظير للبرنامج ومن ثم يتم استبعاد الجانب الأخلاقي في اصداره للحكم على نجاح البرنامج وتألقه وهنا موطن الخلل في الرؤية التي طرحها الأخ المقهوي ويدعوني هذا لطرح التساؤل التالي عليه: هل أن تلك المهنية الاعلامية التي أثنيت عليها وطبلت لها استخدمت فيما ينفع ملايين المشاهدين في دنياهم وأخراهم أم كانت مهنية موجهة للابتذال والاسفاف والاستخفاف بعقول المشاهدين وتدميرا لأخلاقهم الفاضلة ومرتعا خصبا لكل شر وسوء؟ ثم اذا اعتبرنا المهنية الاعلامية العالية التي تستقطب ملايين المشاهدين انموذجا ناجحا مستبعدين الجانب الأخلاقي وهذه كارثة في الفهم تحتاج منك الى مراجعات ذهنية دقيقة في اصدارك للأحكام وتقييمك للأمور. ثم يستمر الكاتب المقهوي في تأكيد وجهة نظره العرجاء بأن النجاح الباهر للبرنامج قلب الطاولة على المنظرين العرب وجعل المشاهد العربي مشدودا الى ذلك البرنامج لتميزه بالترفيه والتنوع والاثارة الدينامكية ومخاطبة المجتمع بعفوية وهذا ما جعل الشاشات الكبيرة المنصوبة تضرب المنظرين في مقتل وتجعل الشباب والشابات والعجائز والمراهقين يدلون بآرائهم في مجالسهم ومنتدياتهم حول مواصفات الغناء والجمال. وما ذكره الأخ عبدالله آنفا يزيد الطين بلة ويعطي المتأمل احباطا عنيفا لما وصل اليه كاتب مثله الى هذا المستوى من فهم الأمور بطريقة أقرب ما يقال عنها (مع الخيل يا شقرا)، فهل يا أخانا الكريم نلغي العقول المفكرة والقدرات المتوثبة والاعلام الرائعة من النخب الثقافية المتميزة في عالمنا العربي لمجرد ظاهرة اعلامية جوفاء وكيف تستدرجك تلك الهالة الاعلامية لتقف مع أولئك الفارغين وتتمثل بالمثل المعروف (حشر مع الناس عيد)، وهل تعتقد أن ما يدار في المجالس والمنتديات من مواصفات (الغناء والجمال!!!) يمثل ظاهرة صحية للأفراد والمجتمعات، وهل تقاس الأمم بعلمائها وعقول مفكريها ام بالغوغاء الذين يمضون ليلهم ونهارهم في التغزل بموصفات الجمال والترنم بنوتات الموسيقى والغناء. ويخرج لنا المقهوي في آخر مقاله باستنتاج عجيب غريب وكأنه أتى بما لم يأت به الأوائل واصفا المشاهد بأنه يحب الديناميكية والبساطة وسعة الصدر وأن الحكم على ميول الناس وأهوائهم يعرف من خلال هذه البرامج وغيرها وليس عن طريق الافتراضات المفرطة في المثالية والتنظير. وأقول ان هذا تعميم لا نرتضيه أبدا فأنا على الأقل مشاهد عربي لا أرضى بذلك البرنامج وأمثاله هذا من جهة ومن جهة أخرى فإن ما ذكره يبدي لنا مفاجأة من العيار الثقيل وهي أن كاتبنا العزيز اضحى يميل مع الريح حيث مالت وهو من أولئك الذين عرفنا ميله وهواه فبحكمه على أنه من خلال هذا البرنامج نعرف ميول الناس وأهوائهم فنحن ايضا من خلال هذا المقال عرفنا ميلك وهواك (ياقمر!!!). أما وقد فازت ابنة كرزون بلقب سوبر ستار فقد فزنا نحن أيضا بنتيجة أزالت الغبش وكشفت الغطاء والله سبحانه الهادي إلى سواء السبيل. عبدالعزيز السدارة المبرز