قدمت ثلاث من الدول الخليجية (الإمارات وقطر والكويت) عدداً من المبادرات القيمة التي أثرت الساحات الإعلامية والثقافية والعلمية في الوطن العربي، وأشبعت نهم القراءة ورغبة الاطلاع لدى قراء الضاد، ورفعت المستوى العلمي والمحصول الثقافي للشعوب العربية.. ومن تلك المبادرات: 1- "الموسوعة الشعرية".. أصدرت "هيئة أبوظبي للسياحة والثقافة" أول موسوعة إلكترونية للشعر العربي تحت مسمى "الموسوعة الشعرية"، وتعتبر الموسوعة إحدى أكبر الموسوعات الشعرية المبنية على أسس علمية وأكاديمية في العالم. وتوفر الموسوعة على موقعها بوابة إلكترونية تفاعلية، وتتميز بتصميم يحقق مرونة كبيرة في التصفح. وتمنح الموسوعة القراء إمكانية الوصول السهل والسريع إلى باقة واسعة من القصائد الشعرية منذ العصر الجاهلي إلى العصر الحديث، واستعراضها بتقنيات مختلفة. وتضم الموسوعة نحو (3) ملايين بيت، ترد ضمن (143) ألف قصيدة، في أكثر من (3) آلاف ديوان. يضاف إلى ذلك ركن المكتبة التراثية والمعاجم اللغوية. والموسوعة من أعظم المشاريع الأدبية العربية، وستشكل مرجعاً ومصدراً مهماً للباحثين من خلال إتاحة الفرصة لهم للبحث في منجزات الشعر العربي عبر العصور. 2- "مشروع كلمة للترجمة".. وهو مشروع ثقافي عظيم، تأسس بمبادرة من "هيئة أبوظبي للثقافة والتراث".. وهو أعظم مشروع عربي للترجمة منذ إنشاء "بيت الحكمة" الذي أنشئ في العصر العباسي، وأحدث نقلةً نوعيةً في الترجمة، ويعتبر أول جامعة في التاريخ.. ترجم مشروع "كلمة" عدداً من روائع الكتب في الطبيعة والفلك والفيزياء والكيمياء ومختلف أفرع العلوم الأخرى، لكبار العلماء والكتاب العالميين، ومجموعة مختارة من أبرز المؤلفات الأدبية والروايات العالمية. 3- "مجلة ناشيونال جيوغرافيك العربية".. مجلة "ناشيونال جيوغرافيك" مجلة معرفية أميركية مميزة وواسعة الانتشار، تصدر ب(32) لغة عالمية، وهي أشهر مجلة طبيعية في العالم. وتكتسب قيمتها ومكانتها من واقع مهنيتها العالية وحرفيتها الدقيقة، حيث تستقطب خيرة المستكشفين والمصورين الفوتوغرافيين من أجل كشف الحجاب عن الكنوز الطبيعية التي يزخر بها كوكب الأرض.. بادرت "شركة أبو ظبي للإعلام" بإصدار النسخة العربية من المجلة، وقدمت بذلك العمل خدمةً لا تقدر بثمن للقارئ العربي المتعطش، الذي أصبح بإمكانه الاطلاع على أكثر المقالات العلمية قيمة ورصانة. وقد أضافت المجلة زخماً جديداً للمطبوعات العلمية العربية النادرة، وتواصل تنوير القارئ العربي وتعميق معرفته بالعالم، لتصبح نافذته الفريدة على عالم العلم والمعرفة، الذي كان يقبع على ضفافه متفرجاً ويقف أمام منجزاته مذهولاً!. 4- "قناة ناشيونال جيوغرافيك بالعربية" التي تبثها "شركة أبوظبي للإعلام".. و"قناة الجزيرة الوثائقية" التابعة ل"شبكة الجزيرة الإعلامية" القطرية.. تعتبر هاتين القناتين أفضل القنوات العلمية والثقافية والوثائقية العربية على الإطلاق، ويتضح ذلك عند مقارنة برامجهما بالبرامج المتدنية المستوى والتافهة المحتوى التي تزخر بها القنوات العربية الأخرى. وهي مجلة شهرية ثقافية عربية، تصدرها "وزارة الإعلام الكويتية"، ويصدر منها منشورات دورية أخرى مثل "العربي العلمي" و"كتاب العربي" و"مجلة العربي الصغير" و"الشباب العربي".. وتعتبر مجلة العربي من أبرز المشاريع الثقافية الرائدة التي تسعى لنشر الثقافة والوعي في المجتمع العربي.. ومن المفارقات أن علامة الجزيرة العربية الشيخ حمد الجاسر، لم يجد مجلة سعودية أدبية مرموقة تستحق أن ينشر فيها مقالاته وخلاصة أبحاثه ودراساته، ولم يجد سوى تلك المجلة الرصينة ليودع بين دفتيها حصيلة جهده الثمين حول مواقع ومعالم الجزيرة العربية، وتاريخ وأنساب قبائل وأسر جزيرة العرب. وانطلاقاً من تلك الاعتبارات يزداد العتب على الجهات الإعلامية والثقافية المختصة، والإعلاميين والمثقفين السعوديين، على تقصيرهم عن تبني مثل تلك المبادرات التي كان من الأولى أن تبادر بها تلك الدولة الناهضة، التي تعتبر القلب النابض للعروبة، والحصن الحصين للإسلام.. ولم أرَ في عيوب الناس عيباً كنقص القادرين على التمامِ