بنبرة اقرب الى الابتهالية، وبلغة تحاكي قليلاً ثقافة دينية ما عن أسرار الطبيعة الصغيرة والكبيرة وعظمة خالقها، قدمت «ناشيونال جيوغرافيك أبو ظبي» الدعاية لإحد برامجها المدبلجة خلال المؤتمر الصحافي الذي عقد امس في قصر الإمارات في أبو ظبي للإعلان عن اطلاق هذه القناة التي ستكون القناة الأولى المجانية في العالم التابعة لشركة «ناشيونال جيوغرافيك»، وأيضاً الأولى المدبلجة بالكامل إلى العربية، وذلك نتيجة اتفاق بين «ناشيونال جيوغرافيك» العالمية وشركة «أبو ظبي للإعلام» الآخذة في التوسع عبر أكثر من قناة ومشروع إعلامي. ومن المفترض ان تتوجه هذه القناة إلى المشاهدين العرب بلغتهم ولكن بمحتوى عالمي بمعظمه مع عدد من البرامج المحلية العربية بنسبة 10 في المئة تقريباً من مجموع برامجها على مدى 24 ساعة. وقد بدأت فعلاً هذه القناة بث برامجها ابتداء من بداية هذا الشهر، لكنها ما زالت في طور تلمس ردود الفعل الأولى، التي قد تغير بعض تكتيكاتها بخاصة في ما يتعلق باللغة، فمن الممكن كثيراً ان تعود القناة لاعتماد اللغة العربية الفصحى كوسيط لغوي وحيد، اذا تبينت صعوبة اعتماد لهجات متعددة، إذ شكا احد الصحافيين الخليجيين في المؤتمر الصحافي من طغيان اللهجة اللبنانية في الدبلجة. اما الرد فجاء من المدير التنفيذي لشركة «ابو ظبي للإعلام» اللبناني كريم سركيس الذي قال أن القناة تحاول اعتماد اللهجات المحلية من أجل التنويع لكسر رتابة الصوت الواحد، وستجرب قريباً لهجات أخرى، قد يكون هناك سورية ومصرية وغيرهما، أو قد تعود في النهاية إلى اعتماد الفصحى من دون غيرها. وأوضح سركيس ان القناة ستواكب برامج القناة العالمية، مع فارق ايام فقط من اجل تحضير الدبلجة، وقال أنه لن يكون هناك فريق واسع خاص بالقناة الجديدة، لأنها ستستفيد من الإمكانات البشرية والمادية لشركة ابو ظبي للإعلام لإنتاج البرامج المحلية، في حين ان الجزء الآخر والأكبر سيعتمد على الدبلجة. واعتبر مدير قنوات «ناشيونال جيوغرافيك» في آسيا والمحيط الهادئ والشرق الأوسط وارد بلاث، أن الدبلجة طريق افضل للوصول إلى المشاهد من الترجمة المكتوبة. واعترف بلاث بتأخر الشركة في التوجه الى العرب قائلاً انها كانت تبحث عن شريك يملك الرؤية ذاتها حول المخاطر البيئية في العالم وقيم الاستدامة... يذكر أن هذه القناة الجديدة، ليست الأولى التي تتوجه الى العالم العربي، لكنها الأولى المدبلجة بالكامل، اذ سبقتها قناة National Geographic التي أطلِقت في الشرق الأوسط في تموز (يوليو) 1998 وقناة National Geographic Adventure التي لحقتها في ايلول (سبتمبر) 2007 و Natural Geographic Wild التي أطلقت مطلع 2008. وستراعي القناة الجديدة التي تخاطب الجمهور العربي الحساسيات الخاصة بالمنطقة كما أكد بلاث، ولا سيما الدينية منها، وستتحاشى عرض ما لا يتناسب معها. وستقدم مختلف البرامج، إذ «لديها خزان كبير من البرامج التي يمكن توجيهها الى العالم العربي الذي فاته كثير من برامجها المهمة جداً»، كما قال، والتي لم يسبق ترجمتها، وستكون هذه القناة فرصة لعرضها مدبلجة. وستكون البرامج، كما في قنواتها الأخرى متنوعة ترفيهية تثقيفية، وستتطرق الى نواحي الحياة ومخاطرها كافة. ورداً على سؤال حول ما اذا كانت ستقدم في شقها المحلي برنامجاً عن أثار الأسلحة الفوسفورية التي استخدمتها اسرائيل في حرب غزة مثلاً وكيفية تأثيرها على الجسم البشري، رد بلاث بأن «القناة ستحاول الابتعاد عن الحساسيات، قد تتحدث في شكل عام عن الأسلحة وعن مخاطر الحروب وسواهما، لكنها لن تتطرق الى مواضيع حساسة». أما مجانيتها فسببها الرغبة في الوصول الى أوسع فئة ممكنة من المشاهدين، كما يقول المنظمون، وستحقق القناة ارباحها من خلال الإعلانات. اما خروجها في هذا الوقت الحرج من الأزمة الاقتصادية العالمية، فهو ل « استغلال اللحظة وغياب المنافسين». وكما يبدو فإن برامج «ناشيونال جيوغرافيك أبو ظبي» ستتنوع بين التوعوي والفني والثقافي، حيث يظهر الموسيقي العراقي نصير شمة مثلاً في برنامج عن الموسيقى، يحكي عن العالم وأسراره الكبيرة التي تدفع إلى كتابة الموسيقى، فيما تحكي متدربة أخرى عن عالم الموسيقى الشغوف والساحر... يذكر ان «ناشيونال جيوغرافيك» تصل إلى 305 ملايين بيت في 165 دولة وب 34 لغة مختلفة.