أستعير عنوان هذه المقالة من المقولة التي أطلقها الراحل صاحب السمو الملكي الأمير نايف بن عبدالعزيز يرحمه الله، واستخدمها من بعده كل المسؤولين الأمنيين في المملكة العربية السعودية وعلى رأسهم رجل الأمن الأول في المملكة صاحب السمو الملكي ولي العهد ووزير الداخلية الأمير محمد بن نايف بن عبدالعزيز. وفي الحقيقة فإنه لم يكن لمعظم النجاحات الأمنية أن تتم من دون علاقة قوية بين المواطن ورجل الأمن وإحساس المواطن بمسؤوليته تجاه أمن مجتمعه. والمواطن هو رجل الأمن الأول من جهة المتابعة والحرص على ملاحظة كل ما هو غير مألوف سواء على أرض الواقع أو في العالم الافتراضي، وأقصد بذلك المواقع الإلكترونية وقنوات التواصل الاجتماعي. فالمواقع الإلكترونية أصبحت أهم المنصات التي يستخدمها ليس فقط الإرهابيون والمحرضون على الجرائم الإرهابية والمتعاطفون معهم والمسؤولون عن تجنيد الشباب وتضليلهم وإرسالهم إلى مواقع النزاعات والحروب، ولكن أيضاً الفاسدون وكل من له علاقة بالإجرام أياً كان شكله أو مصدره. تستضيف الرياض نهاية الأسبوع القادم المؤتمر السنوي الدولي الثاني للأمن الإلكتروني، حيث سيقدم الوفد البريطاني ورقة عمل، وسيقوم رئيس الوفد، السفير كونراد برنس، بمناقشة التوجهات الدولية المتعلقة بالأمن الالكتروني وطرق الوقاية والاحتياطات التي يجب اتخاذها للحد من عمليات الاختراق ومنع الجرائم الإلكترونية قبل وقوعها. كما سيقوم السيد ايان ليفي، المدير التقني في المركز الوطني البريطاني للأمن الالكتروني، وهو أحد أعضاء الوفد، بالتحدث عن كيفية قيام المؤسسات الوطنية وغير الوطنية في الترصد لمحاولات الاختراق ومن ثمّ منعها قبل حدوثها والتقليل من عواقبها. إن التهديدات الالكترونية تؤثر سلباً على مجتمعاتنا، وقد لمسنا هذا الواقع من خلال الاختراقات التي حدثت مؤخراً في مناطق كثيرة من العالم، سواء فيما يتعلق بأمن المجتمع أو أسرار الشركات او فيما يتعلق بالمعاملات المالية والمصرفية في القطاعات الحكومية والخاصة. ولهذا استحضرت مقولة الأمير الراحل وحثه على أن يقوم الأشخاص والشركات والمنظمات بلعب دور فعال لمنع الانتهاكات الالكترونية. ولأهمية الأمن الالكتروني في حماية مجتمعاتنا وشبابنا وثرواتنا، قامت المملكة المتحدة في اكتوبر 2016 بتأسيس مركز وطني للأمن الالكتروني من الطراز الاول من أهم مسؤولياته تنسيق وتوحيد الجهود الوطنية وتزويد القطاعات الحكومية والخاصة بالنصائح وتحذيرهم لأخذ الاحتياطات اللازمة عند احتمال وقوع هجوم الكتروني وشيك. ومن الاهداف الأخرى لهذا المركز دراسة البيئة الالكترونية وتبادل المعلومات والخبرات لمعالجة نقاط الضعف المحتملة في نظام المعلومات، وهذا يؤدي الى تقليل المخاطر من خلال إشراك جميع القطاعات المحلية في مسؤولية تقوية وحماية الشبكة الوطينة من الاختراقات. يقوم المركز أيضاً بالرد الفوري على حوادث الاختراق وذلك لتقليل الأضرار والعمل على استعادة النظام في أسرع وقت ممكن. وأود هنا أن أبرز اهمية التعاون الدولي وكذلك أهمية تبادل الخبرات والمعلومات ونتائج الدراسات المتعلقة بالأمن الالكتروني، ومن واقع النجاحات السعودية في هذا المجال ، فإن مؤتمر الرياض الأسبوع القادم سيكون إضافة قوية في هذا المجال وسيضع الإطار الذي من خلاله سيتم تنسيق الجهود الدولية للحيلولة دون وقوع المزيد من الهجمات الإلكترونية. * سفير بريطانيا لدى المملكة العربية السعودية