علمت «الحياة» أن بنوكاً سعودية خصصت فريقاً كاملاً لإلغاء بطاقات ائتمانية لعملاء لديها تم اختراقها، بعد أن سحب بعض العملاء أرصدتهم من هذه البنوك خوفاً من حدوث عمليات أكبر، وأغلقوا حساباتهم خوفاً على أموالهم، فيما طالب الخبير الاقتصادي الدكتور إحسان بوحليقة بعدم التقليل من تهديدات قراصنة معلومات باختراق أنظمة البنوك رداً على اختراق مواقع مالية إسرائيلية من جانب ما يعتقد أنه هاكرز سعودي، خصوصاً أنه تم اختراق جهات أمنية عالمية تتسم بدرجة عالية جداً من الأمان. وقال مصدر مطلع داخل أحد البنوك التجارية السعودية (طلب عدم الكشف عن اسمه) ل «الحياة»: «هناك بنوك تشهد حالياً حال استنفار شديدة، بعد أن سحب بعض العملاء الكبار أموالهم منها وأوقفوا حساباتهم». وأضاف: «بعد أعمال القرصنة التي قام بها الهاكر «عمر اكس» وما صاحب ذلك من رد فعل، لاحظ بعض هذه البنوك اختراقات حدثت لبطاقات عدة تعود لبعض أبناء رجال أعمال كبار في المملكة، وسارعت إدارات هذه البنوك إلى أخذ الاحتياطات اللازمة، بتشكيل فرق تكون في أقصاها من 15 موظفاً». وتابع المصدر: «عكف الموظفون على العمل من ساعات الصباح الأولى إلى الثامنة 8 مساءً على مدار أسبوعين متواصلين، وقاموا بالتدقيق في بيانات العملاء حاملين البطاقات الائتمانية التي لوحظ وجود تلاعب واختراق لها، وتم إلغاؤها وإصدار بطاقات جديدة، وتم ذلك بمعرفة العميل عن تلك الاختراقات، التي على إثرها فضّل بعضهم سحب بطاقاتهم وبطاقات أبنائهم، وإغلاق حساباتهم خوفاً من عمليات قرصنة أكبر وخسائر أكثر قد تحدث مستقبلاً». من جانبه، أكد الخبير الاقتصادي الدكتور إحسان بوحليقة ل «الحياة»، أن ما قام به الهاكر الذي يقال إنه سعودي فعل يجرم عليه القانون السعودي (نظام مكافحة الجرائم الإلكترونية)، مشيراً إلى أنه لا يوجد نظام بالعالم غير قابل للاختراق «وأتعجب ممن يخرج لدينا ويطلق تلك التصريحات الرنانة بأن أنظمتنا غير قابلة للاختراق». وزاد: «من الناحية النظرية لا يوجد حتى الآن نظام حماية غير قابل للاختراق، ومن الناحية العملية هناك شواهد على اختراق أنظمة غاية في الحماية وذات درجة معلوماتية عالية الحماية، كما حدث قبل سنوات من اختراق أنظمة وزارة الدفاع الأميركية». وأوضح بوحليقة أن «الحرص مطلوب، ولكن الطمأنة الزائدة غير مبررة، فمن الممكن أن تكون هناك ردود فعل انتقامية يمكن أن تعرّض مصالح الأفراد السعوديين للتعطيل والخراب، ويجب النظر في هذا الموضوع بمسؤولية، ونحن نقدر اهتمام وحرص بعض بنوكنا على أخذ التهديدات بجدية، غير أن هناك بعض التصريحات المتحمسة التي تؤكد أن الأنظمة غير قابلة للاختراق، وهذا غير مناسب الآن». وأوضح الأمين العام للجنة الإعلام والتوعية المصرفية في البنوك السعودية طلعت حافظ، ل «الحياة»، أنه «لم يتم اختراق أي موقع من المواقع السعودية والحصول على بيانات العملاء ومعلومات البطاقات الائتمانية كما ذكر»، مشيراً إلى أن «البنوك لديها احتياطات، وهي تتابع باستمرار وبدقة حسابات عملائها للتأكد من أنها في مأمن، كما أننا نطبق أعلى المعايير الدولية في ما يتعلق بأمن المعلومات». ولفت إلى أن البنوك السعودية تمتلك نظاماً أمنياً عالياً بالنسبة إلى المعلومات والبطاقات الائتمانية، وأن ما تمارسه بعض البنوك من تحوّط هو وضع طبيعي تقوم به في جميع الأحوال والأوقات، مؤكداً أن البنوك لا تقلل من مخاطر الاختراقات. وأكد مدير شبكة أمن المعلومات في أحد المصارف التجارية المهندس إبراهيم الحضيف ل «الحياة»، أنه قد تحدث اختراقات ونشر بعض بيانات البطاقات الائتمانية عبر مراكز التسوّق والشركات الصغيرة، «وهذه الاختراقات أشعلت السوق الإلكترونية في ما يتعلق بجانب التقنية وأمن المعلومات، والبنوك عموماً تتخذ إجراءات متجددة للحماية»، مشيراً إلى أن مؤسسة النقد العربي السعودي تفرض سنوياً معايير تقنية عالية، والبنوك متعاقدة مع شركة بريطانية مؤهلة على نظام kusa، وهذه الشركة تجيز وتقوّم النظام الأمني بالبنوك. وحول تخوف العملاء في بعض البنوك على حساباتهم، قال الحضيف: «بدأت موجة الاتصالات تنهال على البنوك من عملائها، إذ أبدوا مخاوفهم على أموالهم وبطاقاتهم»، مشيراً إلى أن انتشار معلومات وإشاعات حول نشر بيانات بطاقات ائتمانية سعودية على مواقع الإنترنت حرّك المصارف للنظر في وضعها.