بحضور عدد من المثقفين والأدباء أقام النادي الأدبي بالرياض أمس الأول ندوه تكريمية بعنوان (المؤرخ والكاتب عبدالله بن محمد الشهيل) شارك فيها كلٌ من الدكتور محمد بن عبدالرحمن الربيّع والدكتور منصور بن إبراهيم الحازمي والأستاذ محمد بن عبدالرزاق القشعمي وبإدارة الأستاذ محمد بن صالح العميري في البداية تحدث رئيس مجلس إدارة النادي الأدبي بالرياض الدكتور عبدالله الحيدري مشيداً بهذا التكريم، ومؤكداً بأن النادي مستمر في هذه الخطوات كما أوضح بأن الأستاذ عبدالله الشهيل خدم النادي الأدبي ما يقارب 30 عاماً. بدأت الندوة بحديث للدكتور منصور الحازمي متحدثاً عن كتابه سالف الأوان الصادر عام 1420ه وقال الحازمي: لعلك يا عبدالله خير المتحدثين عن الصداقة والصديق وتذكرت أبا حيان التوحيدي الذي لا تشبهه في التشاؤم ولكنك تشبهه في تفتيق القول والمقابسات والوفاء عملة نادرة لاتزال تحتفظ بها رغم تذبذب سعرها في أسواق البيع والشراء وما عليك إن أنت انحزت إلى ما تراه صائباً، وإن تجمهر بعض الناس ضده ففي آخر الأمر لا يصح إلا الصحيح وأراك قد شغلتك الرئاسة عن الدراسة وفي جعبتك الكثير الذي يمكن أن يرفد ما قدمته سابقاً وأخصه الصور الأندلسية وفترة تأسيس المملكة وربما فكرت في التفرغ تماماً للبحث عن الدكتوراه ولكن أين الدكتوراه؟ وقد كبرت بعلمك وفضلك على كل الألقاب وبين الحازمي بأن كتاب عبدالله بن محمد الشهيل محطات عمر 1359 1434ه 1939 – 2013م يحتوي على مسيرة حياته في أكثر من سبعين عاماً والكتاب في حوالي ست مئة صفحة ويتناول تاريخ ومكان الولادة والمؤهلات والحياة العملية والنشاط الثقافي والمؤلفات والنشاط الإعلامي، وفي ختام حديثه قال الحازمي ماذا أستطيع أن أقول إذن عن هذه الشخصية الكبيرة التي تحدثت عن نفسها وتحدث عنها الكثيرون وقد جمعتني بعبدالله الشهيل مناسبات كثيرة ومؤتمرات في داخل الوطن وخارجه وكان نعم الرجل المثقف المحب لوطنه وأمته أتمنى له ولنا الصحة والعافية وحسن الختام. ثم تحدث الدكتور محمد الربيع بورقته خواطر في ليلة التكريم مبيناً أن معرفته بأخيه العزيز الأستاذ عبدالله الشهيل من خلال قراءاته لما يصدر من كتب ومقالات وما يقدم من برامج وما يشارك به في المنتديات وما يمثله مسؤولاً عن الشأن الثقافي في المملكة وذكر الربيع بأن العلاقة ترسخت عندما عين رئيساً لمجلس إدارة النادي الأدبي بالرياض ووجد الشهيل نائباً للرئيس وهنا دخلت علاقة جديدة قائمة على التعاون والتشاور في إدارة النادي وتنفيذ برامجه وركز الربيع عن مسارين في حياته وإبداعه وهي تكوينه الثقافي والعوامل المؤثرة في ثقافته والثاني توجهاته الفكرية من خلال نتاجه العلمي والثقافي المتمثل في كتبه ومقالاته ووقف الربيع عند مكونات ثقافة الشهيل ومصادر المعرفه حيث كان يتنقل في حدائق المعرفة من فنون الأدب إلى تحليلات التاريخ ورصد حركيته وسبر أسرار الأحداث العربية والعالمية وتناول الربيع إصدارات الشهيل في مجال التاريخ حيث أصدر كتابين وهما فترة تأسيس الدولة السعودية المعاصرة 1407ه والتطور التاريخي للدولة السعودية في دورها الأول والذي صدر عام 1423ه، وقد بين الربيع بأن الشهيل باعتباره كاتباً عروبياً وصاحب مواقف واضحة من أحداث العالم العربي والصراع العربي الإسرائيلي جعله يصدر كتاباً مهماً بعنوان (إسرائيل وتحديثات المستقبل) عام 1423ه وفي نهاية حديثه ذكر الربيع بأن لا ينسى الفترة التي قضياها معاً في مجلس إدارة النادي الأدبي بالرياض حيث كان الشهيل الأخ الأكبر له وكان يستفيد كثيراً من مناقشاته والحوار معه فقد كان محيطاً بخلفيات الشأن والهم الثقافي في المملكة. وكان حديث الأستاذ محمد القشعمي بمعرفته للأستاذ الشهيل قبل أكثر من ثلاثة عقود وسافر معه مرتين الأولى منذ 30 عاماً إلى جامعة الإمارات العربية بمدينة العين لحضور ندوة عن الهوية الوطنية بتنظيم من مكتب التربية العربي لدول الخليج ولهذا قال أعتقد أنني أعرف الشهيل عن قرب لكوني كنت أعمل في إدارة الشؤون الثقافية وهو مدير الأندية الأدبية بالرئاسة، حيث قال من يرى الشهيل لأول مرة يعتقد بأنه متعال ومتكبر ولكنه بالعكس بسيط وسهل لكنه معتد برأيه لا يتنازل عنه بسهولة. وذكر بأنه كان من المحظوظين عندما حصل على نسخه من كتابه فور صدوره قبل شهر (محطات عمر) واستمتع بسرد الشهيل لمحطات حياته وتنقله مع والده وبقية أفراد الأسرة حيث يعمل من مكة إلى الطائف فحائل فالمنطقة المحايدة بين العراق والمملكة واستعراضه لبدايات تكون مراكز الحدود والمحطات المحدثة لضخ البترول في ما يسمى خط التابلاين شمال المملكة مثل عرعر ورفحاء وطريف وحزم الجلاميد، وختم حديثه باستمتاع بتتبعه لمسيرة الشهيل وعلى 620 صفحة من كتابه وقال كنت على تواصل معه هاتفياً مشيداً ومستفسراً عن بعض الأشخاص والمواقف التي يمر بها. وتحدث المحتفى به الأستاذ عبدالله الشهيل شاكراً النادي الأدبي على هذا الوفاء الجميل في هذه الندوة وشاكراً أصحاب السمو وأصحاب السعادة وجميع الحضور على حضورهم كما قدم شكره لزملائه. بعد ذلك بدأت المداخلات من الحضور وفي نهاية الندوة تقدم صاحب السمو الملكي الأمير الوليد بن بدر والدكتور عبدالله الحيدري رئيس مجلس إدارة النادي الأدبي بالرياض بتكريم الشهيل بعدها تم تدشين كتابه (محطات عمر) حيث يروي الشهيل، في أكثر من 600 صفحة تفاصيل ومحطات عاشها وتعايش معها، بدأت من مولده ويتنقل في كتابه بين مواقف عدة بعضها معقدة، ويختتم مؤلفه بمجموعة من الصور التي توثق حضوره لبعض المناسبات وأيضاً تبرز جانباً من حياته وعلاقاته. د. منصور الحازمي محمد العميري محمد القشعمي د. محمد الربيّع