بعد أيام قليلة تبدأ احتفالية معرض الرياض الدولي للكتاب، هذا المعرض ينتظره جميع الناشرين العرب، وذلك بسبب حرص كل من يرتاد المعرض على شراء كتاب، إضافة إلى توجه أغلب المؤسسات الثقافية ممن لديها مكتبات بشراء أو وفق المصطلح المكتبي "اقتناء" كل الإصدارات الحديثة بسعر تشجيعي، تستفيد منه دار النشر. الأمر طبيعي، لكن المختلف هو ثقافة شراء الكتب لدى عامة الناس، فئة قليلة تتجه للمعرض وهي على دراية بالكتب التي سيشترونها من دور النشر، وهؤلاء غالباً علاقتهم بالقراءة جيدة، من هؤلاء مجموعة من الباحثين الذين يتجهون لدور نشر معينة ولا يقتنون أي كتاب حتى يتأكدوا من فائدته لهم، وهنالك من تمثل القراءة لديهم حياة، وهؤلاء يحرصون على شراء الكتب التي يرون بأنها تثريهم وتزيدهم معرفة إضافة إلى أنها تهبهم المتعة، أما الغالبية وهؤلاء أعدادهم كبيرة في معرض الرياض الدولي للكتاب ينساق بعضهم لإغراء الإعلام الجديد فيبحثون عن كتب نجوم مواقع التواصل الاجتماعي، وينساقون وراء توصياتهم، الأمر هذا فطن له بعض دور النشر بالذات الخليجية، فحين يقدم كاتب ما الكتاب الذي ألفه للدار، لا يبحثون قيمة الكاتب ولا مستوى الكتاب، بل يسألون عن عدد المتابعين لصاحب الكتاب في تويتر وسناب شات والأنستقرام إضافة إلى الفيس بوك، وكلما كان العدد كبيراً، كان فرصة بيع عدد من النسخ مضمونة، وقد لاحظت ذلك في معرض القاهرة للكتاب الأخير بتوجه عدد كبير من الشباب تجاوز الألف لدار نشر صغيرة لشراء رواية باللهجة العامية لكاتب يعد من نجوم الإعلام الجديد، الأمر الغريب واللافت للنظر أن ثلاثة إخوة أو أخوات (كمثال) كل واحد منهم يشتري نسخة خاصة به، لابأس إذا كانت النسخة عليها إهداء أو توقيع للكاتب أو الكاتبة، ولكن وهذا يحدث هنا في الرياض أيضاً كل واحد يريد نسخة خاصة به، وهذا من حظ الناشر. ومجموعة من مرتادي المعرض، يبحثون عن ما هو ممنوع فيتم تداول بعض الكتب تحت الطاولة، بعضها غير ممنوع ولكن الناشر بذكائه يعرف هوس ذلك الزائر للمعرض ويوحي له بأهمية الكتاب وخطورته، وهو واثق بأن من سيشتري ذلك الكتاب لن يقرأه على الرغم أنه دفع مبلغاً كبيراً للحصول عليه، وهنالك مجموعة يبحثون عن الكتب الجديدة، و إصدارات بعض الكتاب الأخيرة، ولا ننسى هواة شراء الكتب وتجميعها، فيشترون كتباً لديهم طبعاتها الأولى ولكن يرون أن الطبعات الأخيرة مزيدة ومنقحة، إنه عالم معرض الكتاب المبهج للجميع، المؤلف والناشر والقارئ.