أتمنى أن يهتم أحد الباحثين بدراسة الإقبال الكبير على الشراء في معرض الكتاب، أعتقد أن أصحاب دور النشر العربية أيضا يستغربون من نهم شراء الكتب لدى السعوديين، والغريب أن هذا الإقبال ليس على دور النشر العربية فقط بل على أجنحة المكتبات السعودية المشاركة - دون ذكر أسماء - زحام كبير على تلك المكتبات لدرجة أن بعضها خصص محاسبا للرجال وآخر للنساء، وهذا يعني أن هؤلاء الناس يشترون كتباً هي أصلا موجودة في المكتبات في أغلب مدن المملكة، ومن نافذة الإعلام الجديد وتحديدا قنوات التواصل الاجتماعي والمنتديات طالعت في منتديات المكتبات على عناوين الكتب التي اشتراها البعض، وفوجئت أن كثيراً من العناوين موجودة قي مكتبات المملكة ومنذ سنوات طويلة، حتى أنه منذ أيام عرض احدهم أسماء وصور الكتب التي اشتراها من معرض الكتاب في البحرين ففوجئت بتوفر أغلب تلك الكتب أن لم اقل كلها في عدد من المكتبات في المملكة. ما سبب ذلك؟، هل هو عدم معرفة بأن هنالك مكتبات تبيع كتباً حديثة، في المملكة، أو أن بعض الناس علاقتهم بالكتاب واقتنائه تتوقف على أيام معرض الكتاب، أم أن المكتبات المعنية ببيع الكتاب بالمملكة لا تهتم بتسويق وعرض الكتاب. نتفق أن توزيع الكتاب داخل المملكة رديء، ووزارة الثقافة لم تستطع أن تبحث عن طرق جيدة لتسويق الكتاب وإصداراتها التي تتجاوز المئات "مع الأندية الأدبية"، غير متاحة للبيع لتصل إلى القراء في المكتبات ومراكز توزيع الكتب. نحن نحتاج إلى " أكشاك" ومواقع لبيع الكتب والصحف والدوريات، حتى يصل الكتاب لكل قارئ، لقد استغلت بعض دور النشر هذا الإقبال حتى أن أحد الأصدقاء أخبرني بأن رواية لكاتب عربي بيعت في المعرض بثمانين ريال على الرغم من توفرها في جرير والعبيكان بأربعين ريالاً فقط، ولكم أن تتخيلوا فرص الربح من بعض دور النشر العربية التي يجد أناساً لا يتأكدون من سعر الكتاب ويدفعون أي مبلغ لأن الكتاب في عرف الكثير منهم غالباً ممنوع وعدم حصوله عليه في المعرض يعني عدم حصوله عليه للأبد، وبالتأكيد هذا غير صحيح، فالكتب الممنوعة لا تتجاوز عشرة في المائة أو أقل من الكتب التي من المفترض أن تباع في أسواق المملكة، ولكن كل ما نحتاجه مكتبات تهتم بالكتاب أولاً وأخيراً وتتعلم من المكتبات العالمية التي تبدع في التسويق والعرض وجذب القراء، ونراها في أغلب الأسواق الكبرى في العالم، ولكم أن تقارنوا بين عرض الكتب الأجنبية والكتب العربية، لتعلموا مدى التعاسة التي نتسم بها. معارض الكتب في العالم تقام للعرض أكثر من البيع، وللتسويق أكثر من التوزيع، وهنا معارض الكتب تتحول إلى حراج لبيع الكتب، والناس بسبب عدم وجود المكتبات التي تبيع الكتب بصورة جيدة أصبحت علاقاتهم بالكتب تتوقف على معارض الكتب، وأعرف كثيرا من محبي القراءة واقتناء الكتب يتنقل بين مدن الوطن العربي حيث تكون معارض الكتب. أنا لا أطالب بمقاطعة معارض الكتب، ولكن لتكن علاقتنا بالكتاب جيدة نعرف ما هو جديد وغير متوفر وما يمكننا الحصول عليه في أي يوم في السنة وليس أيام المعرض فقط.