على الرغم من ثورة الإنترنت العارمة التي غيرت كثيراً من المفاهيم في مجال الإدارة والتسويق، إلا أن ترويج الشركات لمنتجاتها من خلال مواقعها على الشبكة العالمية لم يكن ذا جدوى بالشكل الذي يغني الشركات والمصانع عن الترويج لمنتجاتها عبر قنوات أخرى. وفي ظل حسابات الشركات المتعددة على مواقع التواصل الاجتماعي المختلفة، وتمكين التقنية اليوم الجهات التجارية المختلفة من مخاطبة عملائها بشكل مباشر، إلا أن الشركات تواجه صعوبات أهمها أنها تخاطب عملاءها الذين اشتروا منتجاتها وانتهوا، كما أن ضعف نمو شريحة الجمهور يجعل رسائل الشركات الإعلانية مكررة لذات العملاء ومملة أحياناً. وحسب د. محمد العوض -أستاذ التسويق- فإن ترويج الشركة لمنتجاتها على موقعها يُعد الخطوة الأولى، مبيناً أنه بمثابة المرجع للعملاء لمعرفة مواصفات السلع وأسعارها، وأكد أن الترويج على حسابات المنشأة المختلفة وإن كان ضرورياً إلا أنه يُبقي منتجاتها ضمن دائرة عملائها الحاليين، مما يستدعي المبادرة إلى الترويج على نطاق أوسع في وسائل مختلفة، مشدداً على ذلك يجلب للشركة عملاء جدد لم يكونوا من قائمة العملاء الحاليين. وحذر د. العوض من تكرار الرسائل الترويجية بشكل مكثف على حسابات الشركة، مبيناً أن ثبات المتابعين لحسابات الشركة يخلق لديهم مللاً من تكرار الرسائل الترويجية عن ذات السلع بشكل مكثف، مشيراً أن التوجه لوسائل إعلامية أخرى هو الأفضل في هذه الحالة. وشدد على أهمية إدارة حسابات الشركة على الشبكة العنكبوتية باحترافية وحذر شديدين، مؤكداً أن مخاطبة الجمهور والترويج للمنتجات ينبغي أن يكون بطريقة تخدم المنتج، وتراعي نمو عدد المتابعين من الجمهور، وقال إن اعتماد الشركة على حساباتها وموقعها على الشبكة العالمية سيؤدي على المدى المتوسط إلى تراجع مبيعات الشركة، وذلك بالنظر إلى تشبع الجمهور المستهدف من المتابعين بمنتجات الشركة وعلمهم المسبق بها. د. محمد العوض