منذ أن دخل شهر رمضان والكثير من الناس يشتكون من تكرار وصول رسائل الجوال على أرقامهم الخاصة وفيها دعوات من شركات تجارية والأرقام 700 للاتصال إما لترويج عن منتجات استهلاكية أو للاشتراك في المسابقات الرمضانية لزف البشرى بالفوز بإحدى الجوائز الثمينة «الوهمية» في حالة كنت من المتصلين خلال الخمس دقائق الأولى ولقد كانت هذه الرسائل بمثابة الضيف الثقيل الذي يتجاوز خصوصيات الآخرين الذين يرفضون هذا الأسلوب من فرض استقبال الرسائل ولو بالقوة!! والترويج لسلعها وإرسالها للناس على أرقامهم الخاصة رغماً عنهم كنوع من التسويق التجاري، وكيف أن شركة الاتصالات كانت تكسب خلاله الارباح على «حساب» المشتركين الذين لا يرغبون بهذا النوع من الرسائل المزعجة؟ وأما الآن فتقنية الاتصال السريعة والمتطورة جعلت الشركة تعيد التركيز على هذه الخدمة بشكل اكبر وتقدم خدمة عالية المستوى ما دامت تدر دخلاً إضافيا عليها حيث طرحت شركة الاتصالات مؤخراً خدمة جديدة اسمها خدمة رسائل الجوال لدرجة استحداث موقع الكتروني لها يمكن من خلاله الاشتراك في الخدمة عن طريق هذا الموقع والتي تدور فكرتها على استحداث تقنية جديدة لرسائل الجوال sms في تقديم خدمات الإعلانات والترويج للسلع للشركات التجارية والراغبين في الخدمة عبر عروض للحزم الجديدة للرسائل وبأسعارجديدة أيضاً! ويمكن أيضا عبر الموقع الإلكتروني الرد على استفسارات التجار الراغبين بالاشتراك في الخدمة ومن ضمن الأسئلة والتي تجيب فيها الشركة على« استفسارات الراغبين كان هناك سؤالان مهمان هما أن الشركة تؤكد ان اهتمامها في المقام الأول الربح المادي بدليل وضع قيمة التسعيرة مع كل نوع من الخدمة للعميل المعلن بصرف النظر عن العميل المشترك المتلقي لهذه الخدمة الذي هو خارج الحسبة وتأملوا معي ردود الشركة على استفسارات التجار، س/ أنا لا أملك أرقام هواتف لأروج سلعتي كيف يمكنني إرسالها؟ فتجيب الشركة بأنها تقوم نيابة عنك بإرسال مضمون الرسالة التي تريد ترويجها وبعدد الرسائل المطلوبة إلى أية جهة تود استهدافها وتود وصول الرسائل إليها وكل هذا بالمجان وذلك كونك من عملاء الموقع؟ سؤال آخر وماهي ضمانات وصول الرسائل؟ ترد الشركة وتقول بعد إرسال الرسائل نقوم بتسليمك «إشعاراً بتقرير كامل عن الرسائل المرسلة وتفاصيل الإرسال»؟؟، وكذلك تضمن الشركة بأنه يمكنك التأكد من ذلك بالاتصال بأرقام عشوائية لسؤالهم عن تسلمهم لرسالتك الإعلانية عبر مقسمات هواتف معينة، وماذا بعد هل لهذه الدرجة أن العملاء المشتركين لشركة الاتصالات أرقامهم رخيصة ومستباحة وليس فيها خصوصية لدرجة أن تزود التجار بإشعارات الأرقام والرسائل المرسلة وأوقاتها التي تم إرسالها إلى المشتركين لتؤكد للعميل التاجر أنها تحمل المصداقية للخدمة!! أنني استغرب من شركة الاتصالات أن تستغل وجود أرقام عملائها المشتركين لديها لتحقيق أرباح خدمات هي المستفيدة منها في المقام الأول ولم تبحث الشركة عن حلول افضل في فرض هذه الخدمة التي يجب أن تكون اختيارية وليست إجبارية على الجميع وهي أن يسجل مع كل فاتورة جوال سؤال العميل المشترك وهو «هل ترغب في إيصال رسائل ترويجية تجارية على رقم جوالك»؟ فالعميل هو الوحيد الذي يملك صلاحية بث هذه الخدمة على رقمه أو إلغاءها وان لاتفرض فرضاً على المشتركين. [email protected]