امتنع مكتب مبعوث الأممالمتحدة الخاص إلى سورية أمس الجمعة عن تأكيد مناقشة عملية الانتقال السياسي في محادثات السلام في جنيف الأسبوع المقبل الأمر الذي يعني احتمال عدم طرح مستقبل بشار الأسد على جدول الأعمال، وقالت يارا شريف المتحدثة باسم مبعوث الأممالمتحدة ستافان دي ميستورا في بيان «تسترشد المفاوضات تماما بقرار مجلس الأمن الدولي رقم 2254 الذي يتحدث بشكل محدد عن أسلوب الحكم ودستور جديد وانتخابات في سورية». قالت يارا شريف المتحدثة باسم ستافان دي ميستورا إن مبعوث الأممالمتحدة الخاص إلى سورية لا يزال يضع اللمسات النهائية على قائمة من سيحضرون محادثات السلام في جنيف التي ستبدأ في 23 فبراير. وأضافت أن هناك بالفعل ردودا إيجابية على الدعوات التي وجهت حتى الآن وإن من المتوقع وصول بعض المشاركين في مطلع الأسبوع. وذكرت أنها على علم بشائعات عن مزيد من التأجيل للمحادثات بعدما كانت مقررة أصلا في الثامن من فبراير شباط لكنها أضافت أنه لا توجد خطط لتأجيلها مجددا.وقال مصدر دبلوماسي غربي إن وزير الخارجية الأميركي ريكس تيلرسون أبلغ دولا تعارض رئيس النظام السوري بشار الأسد أن واشنطن لن تتعاون عسكريا مع روسيا قبل أن تتوقف عن وصف كل معارضي الأسد بأنهم إرهابيون. وقال الدبلوماسي «خلال المناقشات أوضح أنه لن يكون هناك تعاون عسكري حتى يقر الروس بأن كل المعارضة ليست إرهابيين». وأعلنت برلين وباريس الحصول على تطمينات من وزير الخارجية الأميركي الجديد ريكس تيلرسون بأن واشنطن تدعم تسوية سياسية للنزاع في سورية، قبل ايام من استئناف مفاوضات جنيف بين الاطراف المتحاربة برعاية الاممالمتحدة. وشارك تيلرسون في اجتماع عقدته الدول الداعمة للمعارضة السورية في بون على هامش اجتماعات مجموعة العشرين، لتنسيق المواقف قبل استئناف مفاوضات جنيف في 23 فبراير. وقال وزير الخارجية الألماني سيغمار غابريال أن «جميع المشاركين يريدون حلا سياسيا لأن الحل العسكري وحده لن يؤدي إلى السلام في سورية». وكان هذا اول اجتماع تعقده الدول الداعمة للمعارضة السورية، نحو عشرة بلدان غربية وعربية وتركيا، منذ تولي الرئيس الأميركي دونالد ترامب مهامه، وكان موقف تيلرسون محط أنظار شركائه المهتمين بمعرفة موقف واشنطن من هذا النزاع الدامي والبالغ التعقيد، خصوصا وأن ترامب لم يكشف نواياه بعد في هذا الموضوع. وقال غابريال للصحافيين مبديا ارتياحه إن «الجميع دعم (عملية) جنيف، وخصوصا الذين كانوا جديدين حول الطاولة، مثلا زميلنا الأميركي شارك كثيرا في النقاش». من جانبه، قال وزير الخارجية الفرنسي جان مارك آيرولت «من المهم والضروري أن يقوم حوار وثيق مع الولاياتالمتحدة حول هذه المسألة السورية تثبتنا هذا الصباح من أننا متفقون جميعا». وقال آيرولت «نطلب من الراعي الروسي للنظام أن يضغط عليه من أجل أن يتوقف عن اعتبار المعارضة بكاملها إرهابية، وإلا فلن تجري مناقشات في جنيف» وحذر «من يمكنه تمويل إعادة إعمار سورية؟ الاتحاد الأوروبي بصورة رئيسية. وقلنا إنه من غير الوارد تمويل إعادة الإعمار والنظام على ما هو». وبدأت مفاوضات جنيف حول تسوية سياسية للنزاع في سورية في العام 2016 لكن ثلاث جولات من المفاوضات برعاية الاممالمتحدة لم تحقق اي تقدم نتيجة التباعد الكبير في وجهات النظر حيال المرحلة الانتقالية ومصير رئيس النظام السوري بشار الأسد.